المقالات

"المذهب" وإشكالية الهوية

1358 2020-09-14

 

حمزة مصطفى||

 

بعد ساعات من ظهور قوائم القبول في الكلية العسكرية والتي تضمنت حقل المذهب "سني, شيعي" حتى صدر أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالغاء هذا الحقل من هذه  القوائم وسواها في كل مؤسسات الدولة. لكن في الوقت الذي ظهرت فيه  الإحتجاجات من قبل رسميين أو نخبا إعلامية ومواقع التواصل الإجتماعي كانت قد صدرت إعتراضات بشأن عدم التوازن بين المحافظات.

  لدينا إذن نوعان  من الإعتراضات يتناقضان لأول وهلة مع بعضهما. فالهبة الرافضة لتكريس الطائفية وهو أمر محمود قابله إعتراضان في الوقت نفسه بين الشكوى من عدم التوازن "المذهبي" بين المحافظات, وبين عدم  التوازن على أساس النسب السكانية بين المحافظات. وبرزت على ضوء ذلك وجهات نظر تبدو هي الأخرى شبه متناقضة. فهناك من يرى أن من يطالب بالغاء المذهب عاكسا بذلك شعورا وطنيا عاما لدى العراقيين, لا ينبغي عليه  المطالبة بالتوازن لأسباب مذهبية مرة أو لأسباب إنتمائية لهذه المحافظة دون تلك مرة أخرى في حين أن المقبولين عراقيون.

لكن مع ذلك يبقى السؤال قائما هل أن ذكر المذهب في حقول وظائف الدولة يكرس المذهبية بينما عدم الإشارة اليه يعني تكريس هوية المواطنة؟ نعم  قد يعني ذلك لكن في حال تحقق التوازن الطبيعي في عمليات القبول لا على أساس الإصرار على  التوازن الذي هو وجه آخر لكن مضمر للمحاصصة, أومحاولة تحويل المحافظات الى دويلات صغيرة.

النسب  السكانية مطلوبة بالتأكيد لكن على أساس النظر الى العراق كبلد موحد أولا وقبل كل شئ. وجوهر مايمكن قوله هنا إنه في حال تم التعامل وفقا لذلك فمن غير  الممكن ظهور إعتراضات هنا أوهناك حيث المبررات لم تعد قائمة بصرف النظر إن كانت تلك المحافظة أخذت حصة الأسد دون تلك. فمن الناحية المنطقية فإن المحافظة التي ظهر طلبتها "سنة وشيعة" طبقا لحقل المذهب هي نفسها المحافظة التي تشكو قلة الطلبة منها وهم  عمليا "سنة وشيعة" أيضا مع الأخذ بنسب التوازن المناطقي لجهة أن هناك محافظات ذات غالبية سكانية شيعية وأخرى ذات غالبية سنية. وعلى ضوء ذلك وبعد الإصرار المحمود على الغاء حقل المذهب فإن المطلوب الآن فعلا العمل على تكريس الحالة الوطنية من خلال تضييق الخناق على الطائفية مناطقية كانت أم سلوكية سياسية تمهيدا لعدم التعامل معها بوصفها أحد .. مستمسكات المحاصصة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك