المقالات

الفرات 

1363 2020-09-15

  محمد وناس||   قد تكون الكتابة عن الفرات لها وقع شخصي وليست صورة عامه لكل العراقيين . لكن استطيع ان اجزم ان كل من سكن قريب من الفرات يحمل في داخله افكار وانطباعات ومشاعر قريبة من ما احمله لهذا المخلوق العجيب ..  قرب الفرات تختلط كل  المعاني .. التاريخ  والعاطفة . الحزن والفرح .. الحياة والموت  الالم  والسعادة .  يتهادى في تعرجه كأنه ثعبان عملاق يخترق غابات النخيل . والتي بدورها تحتضنه كعاشق لمعشوقة حتى تكاد تخفي ضفتيه في كثير من الاحيان بين جذوعها والأغصان .. .  من قبل ان يوجد الانسان على الارض كان الفرات . نعمة ربانية . وهدية سماوية لهذه الارض .  حوله تأسست اول المدن وفي جواره اقيمت اول التجمعات السكانية ., وفي جوانبه قامت اول الامبراطوريات والممالك .  اطلقوا عليه اسم النهر المقدس (على امواج الفرات المقدس جعلت رونقه يتلألأ) النص منقول عن نبوخذ نصر من كتاب تاريخ بابل . مارغريت روتن . منشورات عوبدات . بيروت  طبع اثره في شخصية  الفرد العراقي .حتى صارت المزاجيه العراقية هي انعكاس لمزاجية الفرات باختلاف مواسمه  . فبين هدوء النهر في موسم بذار الحبوب في نهاية شهر ايلول . والجهد الكبير الذي يبذله الفرد العراقي قديما لغاية الحصاد في نهاية نيسان يعيش العراقي القديم حاله من الترقب والقلق وعدم الاستقرار خوفا  على محصوله من فيضان الفرات  في نيسان فيذهب كل جهده سدى ..  في ذات الوقت  كل ما عنده من نعمة من اثر هذا النهر المقدس . فجعلوه رمزا لهم في اكثر من محل .  فأصبحت هذه العلاقة الغريبة بين العراقي والفرات والمبنية على رغبة ورهبة . قدسية  ورعب . مزيج من المتناقضات .غرست في صيم تكوين العراقي . حتى جاءت واقعة كربلاء على اطراف الفرات  وإضافة صورة اخرى من المفارقات العجيبة لهذا النهر المقدس .  الحسين وأهله يطلبون الماء , ابو الفضل العباس يملئ قربته من الفرات ثم يترك كفيه  الشريفين عن شريعة النهر ثم بعدها بقليل يفارق الحياة على ضفة النهر المقدس ليعطي للعلقمي والفرات قدسية اخرى .  وبعد ان استقبل العراقي التشيع وتبناه فكرا وفلسفة .  اضاف  الفلكلور والعرف العراقي الذي انسجم مع التشيع  , للفرات قدسية اخرى  ورفض اخر . اي انه حمل نفس التناقض القديم في النظره لهذا النهر المقدس المشئوم .  افاطم لو خلت الحسين مقطعا عند شاطئ الفرات   اذا للطمت الخد عنده وأجريت دمع العين بالعبرات .  بين من يشتمه لان ماءه امتنع عن سقي عيال الحسين . وبين من يتبارك  ويستشفي بماء الفرات السائر  من تحت ضريح ا ابي الفضل العباس 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك