المقالات

هل يتحول شمال العراق إلى مستنقع لاستنزاف الجنود الأتراك؟

1588 2020-09-18

  ضياء المحسن||        من أول نظرة لجغرافيا المنطقة الشمالية للعراق، نجد وجود تشابه كبير بينها وبين الجغرافية الطبيعية لتركيا، وحتى في ما يتعلق بالسكان نجد أن سكنة هذه المناطق هم من الأكراد، وهذا الأمر يضع عقبات كثيرة أمام الجهد الحربي الذي يحاول تركيع سكان هذه المناطق مهما كانت إمكانيات هذا الجهد.     بين الفينة والأخرى تقوم القوات التركية بمهاجمة الشريط الحدودي بينها وبين العراق تحديدا، بحجة مطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض (جماعة عبد الله أوجلان) متجاهلة معارضة بغداد لهذه التصرفات؛ حتى مع كون هذه المعارضة خجولة، الأمر الذي يتسبب بتشريد العوائل التي تقطن هذه المناطق، وتعرض بيوتها والمزارع التي تملكها للدمار، جراء القصف العنيف الذي تتعرض له من قبل القوات التركية، والذي يخلف عشرات القتلى والجرحى، والدمار لمزارع هؤلاء السكان، بينما تقف حكومة بغداد عاجزة عن الدفاع عن مواطنيها هؤلاء، والسبب في ذلك رفض سلطات شمال العراق دخول القوات الحكومية لصد هذه الإعتداءات، حتى مع كون هذه السلطات تملك قوات البيشمركة، وهي قوات مسلحة أيضا، لكنها لا تستطيع صد التعرضات التركية، أو لأنها تحاول التخلص من عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي يعارض أن تكون بعض الأحزاب الكردية في شمال العراق ممثلا للأكراد الأتراك!   الأن بدأنا نسمع تزايد أعداد القتلى في صفوف القوات التركية التي تهاجم هذه المناطق، بسبب شراسة عناصر حزب العمال في القتال ضد هذه القوات المعتدية، فهل تحولت هذه المناطق التي يتقاتل فيها حزب العمال والجيش التركي الى مستنقع للقوات التركية؟ السؤال يحتاج الى عودة الى الوراء قليلا والنظر الى أن حزب العمال يعد بالنسبة للمجتمع الدولي تنظيم إرهابي، لكن لماذايتجاهل المجتمع الدولي مهاجمة تركيا للأراضي العراقية؟ ألم يكن من ضمن واجبات مجلس الأمن الدولي تنبيه تركيا على ضرورة عدم مهاجمة الأراضي العراقية!     المستنقع الذي دخلت فيه القوات التركية في شمال العراق، لا يختلف كثيرا عن كثير من المستنقع الذي دخلته في سوريا، ثم بعد ذلك تراجعت نتيجة صلابة المقاومين هناك، وهو ما يحدث الأن في شمال العراق من قبل المقاتلين من حزب العمال الكردستاني، والذي يعاونه السكان هناك كونهم يشعرون أن هذا واجب أخلاقي في مساعدة هؤلاء، بالإضافة الى أنه نوع من الرد على القوات التركية وقوات البيشمركة المتقاعسة عن حمايتهم من الهجمات التركية.    ليس ببعيد عن هذا، يبدو أن موقف الإتحاد الأوربي انقلب رأسا على عقب على تركيا، التي حاولت جس نبض الإتحاد الأوربي في ملف المياه والنفط على الحدود مع اليونان، وهو ما اعتبره الفرنسيون خطاً أحمر لا يجوز لأوردغان تجاوزه، وهي الرسالة التي فهمها أردوغان متأخرا وتراجع عن قراره في إستكشاف المنطقة القريبة من الحدود اليونانية، وهذا الأمر أيضا كانت له تأثيرات على الصراع التركي الكردي، لصالح الأكراد هذه المرة، والتي يبدو من خلال متابعتنا أن الأوربيين يعرفون كيف يضغطون على الأتراك، ويدركون لماذا تحاول تركيا الإنضمام الى الإتحاد الأوربي، وهو ما تعارضه فرنسا وألمانيا بشدة. بصريح العبارة نجد أن القوات التركية ستسبح في مستنقع قنديل ومناطق شمال العراق، كما وقعت القوات الأمريكية قبلها في مستنقع فيتنام. 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك