المقالات

اهمية ملاحقة اثرياء الباطل


اسعد عبدالله عبدعلي||

 

assad_assa@ymail.com   لا احد في المعمورة ضد ثراء الانسان وتحسين مستواه المعيشي, فهذا مطلب الانسانية جمعاء, لكن بنفس الوقت كلنا ضد الثراء الباطل, ذلك الثراء المشبوه! الذي يتحقق عبر بوابة الفساد والتجاوز على حق الوطن والمواطن, الثراء الباطل الذي يتحصل عبر التقرب للأحزاب او الاصنام الكبيرة للحصول على فرص ثراء بعيدة عن المنطق, واليوم هنالك طبقة كبيرة من اهل ثراء الباطل كالسرطان في خاصرة المجتمع العراقي, وهذا ما يجب ان نقف ضده جميعا, فهو الداء الاجتماعي الاخطر. هنا سأذكر بعض حالات الثراء الباطل, وكيف يمكن استئصالها او ملاحقة من ولد فيها.   • العلاقة المشبوهة بين السلطة ورجال الاعمال عندما يرتبط السياسي برجال الاعمال فأقرأ على السياسي السلام, حيث يتحول لمطية لرجال الاعمال تحركه اين ما كان هنالك مكاسب لهم خاصة مع دفع حصة للسياسي, لذلك فسد برلماننا واحزابنا, اليوم الاحزاب الكبيرة تجدها مهتمة جدا برجال الاعمال والاثرياء وتغدق عليهم المناصب, لأنها تحولت من احزاب وكيانات سياسية الى دكاكين للتجارة, بما وفرته لهم المحاصصة من باب مفتوح لاقتسام كل شيء في العراق. لذلك من يريد الاصلاح الحقيقي عليه ان يقطع الصلة تماما بين التجار والساسة, وان يتم تجريم اي حزب له ارتباطات تجارية مع رجال الاعمال, هذا باب كبير لو فتح لظهرت نتانة وقذارة احزاب السلطة. من هذا الباب ظهر الثراء الباطل بأبشع صوره, مراهقين ومراهقات ودواعر وعاهرات ويملكون مئات الملايين من الدولارات, فقط لانهم بالقرب من سلطة الاحزاب الفاسدة, حيث ينفذون رغبات الاصنام الكبار.   • مدن سكنية للأغنياء فقط من مظاهر الثراء الباطل ان تتواجد مشاريع ضخمة للسكن, يخيل للإنسان الذي يشاهد الاعلانات ان اكبر مشاكل العراقيين تم حلها, فها هي مشاريع البناء في الكاظمية وطريق المطار والشعب ومقابل متنزه الزوراء والنعيرية والبسماية كلها مشاريع اسكان ضخمة ستنهي حتما ازمة السكن في بغداد. لكن بسبب طبيعة التجارة البحث عن مكاسب كبيرة, وان من يدير هذه المشاريع من وراء الستار هي الاحزاب ورجال الاعمال, لذلك اصبحت حقاً فقط للأثرياء, الشقق تتراوح اسعارها ما بين 120 مليون الى 300 مليون, فماذا يفعل محدودي الدخل والفقراء؟ هكذا تبتلع الاحزاب ورجال الاعمال مشاريع التنمية لتصبح مشاريع تجارية متاحة للأثرياء فقط. نحن لسنا ضد طبقة الاغنياء ورجال الاعمال والساسة, ولكن ضد كل ما هو باطل, واليوم وجودهم باطل وما يتحصلون عليه سحت وفي رقبتهم الى يوم القيامة.    • التجارة متاحة لرجال الاحزاب فقط وبسبب سطوة الاحزاب التجارية الكبيرة واذرعها المميتة, اصبحت الكثير من ابواب التجارة والاستيراد مفتوحة لهم حصرا, ومن يريد ان يدخل وينافس فيصيره اسود, مثلا في العراق ليس من حق احد ان يفتتح مصرف, لان الاحزاب هي المسيطرة على البيئة المصرفية في العراق, مثلا تجارة الادوية ليست متاحة لأي عراقي بل هي حصرا بالأحزاب, وهكذا تجارة السكائر والحديد والسيارات, و..., وهكذا اصبحت التجارة الكبيرة بيد الاحزاب, ولا يجوز لأي عراقي ان ينافس الاحزاب, وهذا من مكاسب المحاصصة التي وضعت مفاتيح التجارة العراقية بيد الاحزاب السرطانية.   • لو كان الامر بيدي ما ان تحصل ازمة اقتصادية في البلد وهي دائما مرتبطة بأسعار النفط,, تجد السلطة تسرع السلطة الى زيادة الاستقطاعات على المواطنين محدودي الدخل, مع ان الصواب ان تجمع رجال الاعمال والاثرياء ورجال الاحزاب (والسلطة تعرفهم جيدا) وتطالبهم بتسديد ما تحتاجه الدولة, ومهما دفعوا لن يتأثروا بسبب الارصدة المالية العظيمة التي جنوها بفعل الاتحاد مع الاحزاب التجارية السرطانية, ولأنهم هم سبب الازمات, فهم اهم عامل من عوامل الفساد,   • دعوة هنا ندعو السلطة الى بداية حرب شديدة ضد اهل الثراء الباطل, فهو ثراء تم على حساب مصلحة الوطن والناس, انهم كالسرطان الذي يمنعنا من الحلم بمستقبل زاهر, وعلى السلطة ان تضع حدا للأحزاب التجارية, التي منذ ظهورها في الساحة ساهمت في تكاثر صور الفساد, بل هي تدعم وتحمي الفاسدين لان في وجودهم استمرار لمكاسبها.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك