المقالات

المزيد من اليأس..! 

1783 2020-09-21

  حيدر الموسوي*||   اشتقت الى صديق وذهبت اليه لتنعقد بيننا جلسة  خفيفة قصيرة الوقت  للحديث عن ما يجري وتذكرنا كعادة العراقيين في العيش  على الاطلال واستحضار الماضي  حينما كان يجمعنا عمل سوية لعدة اعوام   فنبتسم كثيرا ونحن نتذكر تلك الايام ونلعن هذه الايام  البائسة التي نعيشها الخالية من اي طعم او رائحة حتى ايامنا صارت متشابهة لا تختلف عن بعضها الى درجة لا نتذكر ماهو اليوم اليوم الحالي  الجلسة لاتكاد تخلو من الشكوى والتذمر عن ما ألت اليه الامور وستؤول ايضا والقراءات السابقة للمحصلة  المتوقعة وان ما يحدث هو نتيجة الفشل والشتات للعملية السياسية والحياتية والوصول الى الفوضى  فالاغلبية الصامتة لاتعرف ماذا يحدث وغير قادرة على الكلام وسط ضجيج الصياح والاسهال الاعلامي  لكنها تعبر عن نفسها انها ليست بخير !  وان الواقع الحياتي والاجتماعي في هذا البلد لم يعد يطاق  فكل شيء يبدو انه غامض وذاهب الى المجهول  فالفشل بات السمة الحقيقية التي ترافق هذا البلد  رغم انحسار مساحة التفاؤل او حتى غيابها  فلغة الفوضى والصراع والتناحر هي التي تسود في ظل وهن الاغلبية العقلائية والحلول التي لا يراد لها ان تكون حاضرة   بسبب التفكير النفعي والمصلحي لصانعي القرار  فضلا عن الخيبات المتتالية عندما يتم وضع العاهرات والقوادون في مراكز ادارة الرعية وتهميش واقصاء النزيهين والنخب الفاعلة ومحاولة تغييب مكانتهم  او اعطاء بعض الفتات لجزء منهم من الذين يعيشون اوضاع اقتصادية سيئة لاسكاتهم فقط  فمن السخافة ان يكون وزير او من هو بدرجته او ادنى بقليل هو ليس سوى شخص سطحي بائس ومجرد اداة لجهة ما لا يمتلك اي دراية بادارة المؤسسة التي يرأسها وعليه واجبات ثقيلة ويمارس دور الدكتاتورية على الموظفين الذين تحملوا اعباء الحيف والظلم وقدموا خدمات جيدة طيلة فترة عملهم  جراء معاناته من عقدة النقص والانزعاج من هذه الفئة النظيفة  بالتالي عندما يتحدث احدهم بان كل الموظفين فاسدين  هذا اجحاف فالكثير منهم حافظوا على مبادئهم  وقاوموا الاغراءات رغم حاجتهم الماسة  لكن النهاية انه تم اهمالهم لعدم اجادتهم سوى دور واحد  وهو الخدمة بشرف  هذه الاجيال التي البعض يسميها جيل الطيبين لديهم ثروة الاخلاق فما ان ينقرضوا من مؤسسوات الدولة  حتى تأتي اجيال ترعرت في كنف ثقافة مغايرة  ونخشى ان لا يكون لديها هم سوى التفكير بالسرقة لتغيير وضعهم الحياتي والمعاشي كون البقاء في حلقة النزاهة ستدعهم  يعيشون متلازمة الكفاف والتقشف  بشكل عام العراق الان لا يمكن وصف حاله الا بالبؤس  فحاله لا  يسر حتى الاعداء  والمصيبة الاكبر ان هناك غياب واضح للارادة الجماعية في انتاج حل  لكن يوجد سلوك جمعي في الثرثرة والمتاجرة بالعاطفة وتغليبها على لغة العقل والمنطق والحلول الناجعة  كل هذا الصراع والتناحر من اجل المزيد من الحصول على الاموال بطريقة مشروعة او سواها    *نائب رئيس مركز القرار السياسي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك