المقالات

العراق والمؤشرات العالمية..

1284 2020-09-24

 

حسين فرحان||

 

أما آن الأوان لأن نلتفت قليلا وبشيء من الجدية إلى واقعنا العراقي؟ أما آن الأوان لأن نمنح من شابت رؤوسهم ودخلوا عقدهم الخامس والسادس والسابع من العمر لحظات من السلام والسكينة؟ أما آن الأوان لأن نُخرج شبابنا من نفق اليأس المظلم المليء بالمطبات والداعي للإحباط والتأزم النفسي؟ أما آن الأوان لنخطط لأطفالنا مستقبلهم الذي نتمنى أن يختلف كثيرا عن حاضرنا وماضينا؟ أما آن الأوان لأن نرى جميعا خير هذه الأرض وخلوها من اللصوص وخروج مقدراتها من أياد عملت جاهدة ومازالت لتبقي هذه الصورة المشوهة على حالها؟ أما آن الأوان لكي نرى جميعا لوحة أخرى لهذا الوطن خالية من لون الدم ورائحة البارود وضجيج حوارات ونزاعات لا طائل منها وقد إستُهلٍكت جميعها فما وضعت لبنة على أخرى ولا عمرت للمسكين دارا؟..

لماذا لا نختصر المسافات والزمن ونفوت على خفافيش النفوذ والسلطة والطبقة الأرستقراطية المهيمنة على مقدراتنا فرصة خداعنا واستغلالنا واستثمار مآسينا في زيادة حجم أرصدتها؟

متى سيعي البعض أنه حين يجري وراء أجندات الأحزاب فانه لن يجد غير السراب وإن وجد شيئا فلن يكون سوى الخراب..

لنلقِ نظرة في المؤشرات الدولية التي وضعتها منظمات عالمية لتقييم وضع البلدان، لنمعن النظر ونتامل في مؤشر مدركات الفساد- مثلا- الذي وضعته منظمة الشفافية العالمية، ولنلقِ نظرة أخرى على مؤشر الحريات العالمي، وأخرى على المؤشر العالمي لجودة التعليم، وأخرى على مؤشر السلام العالمي، ولنتأمل في مؤشر حرية الصحافة، ومؤشر الصحة، وكذلك في مؤشر منظمة بلومبيرغ الإقتصادية للإبتكار، وحتى مؤشر الجوع العالمي فنحن بحاجة لان نراقب موقعنا بين الدول فيه، ولا بأس كذلك لو حققنا النظر في المؤشر العالمي لقوة جواز السفر الذي أصدرته مؤسسة “هينيلي وبارتنرز” الدولية، لا بأس ولا ضير ولا مانع من أن نراجع كل هذه المؤشرات الدولية لنعرف موقعنا بين شعوب الارض في هذه المجالات وغيرها وحينها سنجد أننا في ذيل القائمة منذ سنوات طويلة نتزاحم في القعر مع دول لا تمتلك حتى الجزء اليسير مما نمتلك من ثروات أنعم الله تعالى بها علينا.

قراءة واقعنا عبر هذه المؤشرات يكفينا مؤونة الخوض في التفاصيل المملة التي استهلكت أعمارنا عدّا وإحصاءً، وأورثتنا الحسرات حين تراكمت واستحالت في جماجمنا إلى ما يشبه الغدد السامة التي - ولكثرتها - تدفعنا للتخلص منها أو محاولة نسيانها ونسخ تفاصيلها بالجديد منها ولا جديد إلا من سنخها، حيث لم تختلف فيها إلا التواريخ.

فمن باب النصيحة، دعونا نترك الخوض في التفاصيل بهذه الهيئة الرتيبة، أو أن نعقد الجلسات والندوات والمؤتمرات للحديث عن مفردات الخراب، فالخراب قد وقع بعنوانه وبشكله ومضمونه، بل أصبح سمة هذا البلد المميزة والحاضرة والشاخصة والماثلة، سمها ما شئت فالمشهد العام شرق أهل التحقيق في شأنه أو غربوا لن يكون سوى ( خراب ).. 

لذلك وعودا على مضمون النصيحة ينبغي النظر إلى هذه المؤشرات الدولية على أنها مما ينذر بزوال بقايا الإمل بالصلاح، حيث سنشهد المزيد من الخفافيش التي لن تترك لأشعة الشمس فسحة لدخول هذه الأرض، ومما نرجوه من إعادة النظر في هذه المؤشرات هو أن يتحقق لنا الدافع القوي للتغيير وخوض معركة الإصلاح التي وصفتها المرجعية الدينية بقولها: "ان هذه المعركة ـ التي تأخرت طويلا - لا تقلّ ضراوة عن معركة الارهاب إن لم تكن أشد وأقسى". فهل ستكون الجماهير بالمستوى المطلوب لإحداث التغيير؟ وهل سيتخلى البعض عن ميوله ورغباته ومصالحه الشخصية والحزبية والفئوية وغيرها مما قيد نفسه به فأصبح عاملا مساعدا لديمومة هذه المنظومة الفاسدة التي كانت المسبب الأكبر لجعل هذا البلد العزيز في ذيل قوائم المؤشرات العالمية؟.

................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك