المقالات

هرج مرج..اين الدولة !  


سعد جاسم الكعبي

 

تتداول مواقع التواصل بمختلف مسمياتها اعترافات لرئيس هيئة التقاعد السابق احمد الساعدي المعتقل بشبهات فساد وتجاوزات على المال العام.

ووصلت انباء اعترافاته -حسب تلك المواقع-الى اعترافه بانه خصص رواتبا وهمية تقدر ب 4000 اسم وهمي ،كان يخصصها الرجل،وبلغت  بحدود اكثر من مليار دينار شهريا ، خصصها لاحزاب وشخصيات حزبية وحكومية وكتلا برلمانية ليستمر في موقعه كل تلك الفترة.

تداول مثل هذه المعلومات تتم دون تأكيدات قضائية او حكومية ،مما يتيح المجال للتأويلات وستمر حالة الهرج مرج يواجهها الموطن وبعضهم يصدق كل مايقرا.

في قضايا مشابهة تخص دولا اخرى يكون للجهات الرسمية موقفا في توضيح الامور نفيا او تاكيدا بشانها ،فلايعقل ترك الحبل على الغارب وفسح المجال لكل من هب ودب ان يطلق الاحكام من دون رقيب او حسيب.

يبدو ان مثل هذا الاجراء صار شيئا مألوفا في بلدنا ،فلم يعد هنالك ادنى احترام للدولة .

ربما يكون المتهم الساعدي او غيره مرتكبا لجرائم ،لكنه مازال قيد التحقيق، والمفروض اصدار بيان واضح بشان قضيته .

تعودنا دائما اصدار احكام مسبقة وتاويلها وفق الميول والتوجهات سياسية كانت ام اجتماعية.

فمن السهل اطلاق تهم قد تسيء لسمعة عائلة او عشيرة ومن الصعب محو تلك التهم بعد ذلك ان أتضح خطاءها.

ليس دفاعا عن الساعدي سواء كان فاسدا ام لا ، فلست في مجال الدفاع عنه او اصدار الحكم ضده لكني اتخذت من قضيته مثالا لظاهرة خطيرة يواجهها مجتمعنا.

 هذا لايعني القبول بكبت الحريات او اصدار قانون الجرائم المعلوماتية التي تريد الكتل السياسية الحاكمة تشريعه ،للنيل ممن يكشفون فسادها وتجاوزاتها منذ 17عاما على الوطن ومقدراته،وانما نريد فضاء اعلاميا منضبطا يحفظ للانسان كرامته وسمعته .

 ان مرض التأويلات والتفسيرات ياتي كنتيجة طبيعية عن صمت الجهات الحكومية بقضايا هامة ، حتى في وزاراتنا .

فوزارة التربية مثلا الى اليوم لاتجرؤ  على بيان كيف سيكون العام الدراسي المقبل، الكترونيا ام حضوريا او مدمجا؟، وتركت الناس في حيص بيص ،لان معالي الوزير لم يقرر بعد ،منتظرا معالي وزير الصحة ،وهذا ينتظر سعادة رئيس لجنة التربية البرلمانية وجماعته،وهؤلاء،ينتظرونقرار فخامة رئيس البرلمان لادراجه على جدول المجلس المؤقر ،

لأن الجميع لايريدون ان يتحملون المسؤولية تاركين خلق الله ضحية تأويلات فيسبوكية بعضها مدفوعة الثمن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك