عدنان جواد||
المسيرة التي يشارك فيها الملايين اطفالاً ونساءً وشيوخاً، الجميع يسير نحو هدف واحد تحركه مشاعر الحزن والوفاء للثائر العظيم الذي قاد ثورة ضد الظلم والطغيان، لم يمنعه كثرة الجيوش وسلطة وسطوة السلطان الغاشم، استشهد في هذه المعركة الرجل الكبير والمرأة كما الرضيع، لذلك بقت وعبر الزمان نبراساً مضيئاً للدروب، فتجد اعظم الثوار في العالم قد اطلعوا على ثورة الامام الحسين عليه السلام، واتخذوها منهجاً للثورة، وشاهدنا كيف كان الطغاة يمنعون الزيارة في زمن حزب البعث ونظام صدام حسين، ويستخدمون القوة في منع الزوار من التوجه لزيارة ابي الاحرار، ومع ذلك كانت الناس تتوجه للزيارة مشياً على الاقدام من دون خوف او تردد ويسلكون طرق غير معبدة وعن طريق البساتين وطرق فرعية، وهو بكل قوته وجبروته يحاول ان يجمع الناس للمسيرات والتظاهرات باستخدام القوة وما تسمى بالصخرة ومع ذلك لا يستطيع ان يجمع ربع الربع من هذه الاعداد التي تتوجه لزيارة الامام الحسين في زيارة الاربعين ولم يستطع منعها.
ان هذه الملايين التي تسير على الاقدام وتتحمل عناء الطريق وتقلبات الطقس، وقطع الالاف من الكيلو مترات ومن كل دول العالم، وهؤلاء الناس الذين يقدمون الطعام والخدمة والمنام من دون مردود مادي وهم يجبرون الناس لتناول طعامهم بالترجي والاستعطاف حتى ينالوا الاجر والثواب، وكما يقول الشيخ بهجت هذه الدنيا عبارة عن بيت للإيجار، فيجب ان نعمل لذلك البيت الملك وهو الاخرة، بينما تصرف الاحزاب الملايين من الدنانير العراقية والدولارات الامريكية، لتجميع بضعة الالاف اما بالخداع او الاستمالة او بدفع الاموال، اموال النقل والاكل والاغراءات بالتعيين وغيرها، ورغم ذلك وبكل ما تستطيع من قوة السلطة والمال ان تجمع 1 بالألف من نسبة ما يتجمع الناس في مسيرة الاربعين الذين يأتون بدافع ذاتي قصدهم نيل الثواب والاجر العظيم.
نتساءل لماذا لا يستفاد ممن يدعون انفسهم بانهم قادة، وخاصة الذين يتبعون منهج الامام الحسين عليه السلام ، فتجدهم يقيمون المجالس ويلبسون السواد، ولكن لا يفعلون ما يقولون ، ويحللون سرقة المال العام، وفي مجتمعاتهم من لا يشبع الا بفترة مجالس العزاء على الحسين، وفي مجتمعهم جهل انتشر، وفيه فكر انحرف، فاغلب الشباب اليوم تتابع ما ينشر في مواقع التواصل ويوجههم مجموعة من المرتزقة، يدفعهم العوز ، وعدم وجود العمل، انتشرت المخدرات بكل انواعها زادت حالات الانتحار، وفي زمنهم حتى الراتب انقطع، فاذا كنتم من اتباع الحسين، وتتمنون ان يكون جمهوركم ، ومسيرات مردييكم مثل مسيرة الاربعين وزوار الحسين، ينبغي ان تسلكوا نفس الطريق ولكن بدون رياء، كما سلكه الامام الخميني( قدس )، الذي لم تستطع الجهات المسؤولة دفن جسده الطاهر ولأكثر من محاولة، لكثافة الحشود المليونية، وراينا الحشود التي شيعت الدكتور الشيخ احمد الوائلي(رحمه الله) من الكاظمية الى النجف، وليس ببعيد الحشود المليونية التي شيعت الشهيدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، فما لله ينموا بخدمة الاسلام والدين والناس وليس المصالح الشخصية، واللعق على الالسنة وانما التطبيق، فمسيراتكم وشعاراتكم مجرد هواء في شبك، بينما مسيرات زوار الحسين عليه السلام ، حررت امم، وانهت حكام وسلاطين، وليس احد منا ينكر مسيرة الفتوى الجهادية باسم الحسين التي قضت على فكر التطرف والذبح والسبي داعش، واذا لم تعودوا الى رشدكم يا ساسة العراق، فان الحسين وزواره ضدكم ومن يكن الحسين ضده يعني انه يمثل معسكر يزيد ، وهو بهذا خسر الدنيا والاخرة.
https://telegram.me/buratha