حميد الموسوي||
حين يؤله مليارات البشر مصلحاً ويتخذوه رباً؛ ويقيمون له الاف المعابد الخرافية ويحتفلون بطقوس موسمية اسطورية تمجيدا وتعظيما وعبودية له لم يعترض أحد من المؤمنين او المتحررين العلمانيين او المتحللين او الجهال او المثقفين .
نعم هذه حرية شخصية وعقيدة محترمة وللناس فيما يعتقدون مذاهب ؛ثم ان عبادة (بوذا) لم تمنع اليابانيين والصينيين من التقدم والارتقاء في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحقول الزراعة والصناعة والسياحة والصحة والتربية والتعليم وبناء امبراطوريات تكنولوجية مذهلة تجاوزت دول اوربا واميركا .
وحين يمجد ملايين السيخ والهندوس البقر..ويعظمون غاندي ..ويقيمون الاحتفالات والكرنفالات الموسمية الباذخة لآلهة البقر ولمولد غاندي ومقتله .. لم يعترض احد من جميع الطبقات التي ذكرناها .
وحين تمجد المجتمعات على مدار السنة : مارتن لوثر .. الام تيريزا ... جيفارا .. لينين ...
وحتى بتهوفن ودافنشي وبيكاسو ودافنشي وشتراوس...
وحتى حين تقام كرنفالات التراشق بالطماطم وتحطيم الاجهزة ومصارعة الثيران ...وحتى ... وحتى لم يعترض احد ..فهي في نظر الجميع ثقافات شعوب وطقوس لها احترامها !.
لكن الكارثة المفجعة والطامة الكبرى والزلزال المدوي حين يحتفل الشيعة سنويا باستشهاد الحسين !!!!!!!.
ينبري الاخوة العرب والمسلمون : لوما ..وذما .. وتقبيحا .. وسخرية واستهزاء .. والقاء كل تبعات تخلف العرب والمسلمين على الشيعة وطقوسهم !!.
وقد نعذر الاخوة العرب فالحسين ثار على خليفتهم يزيد بن خليفتهم معاوية ؛ والحسين حفيد محمد ومحمد كسر اصنامهم والحسين ابن علي وعلي قتل اجدادهم !. كما نعذر الاخوة المسلمين فهم خارج الجزيرة العربية ...وهم يرون العرب يحتفلون بذبح الحسين ويجعلونه عيدا . والاعلام الاموي صور لهم معاوية ودولته هم الدين الاسلامي وان عليا واولاده خوارج !.
لكننا لا نعذر الاخوة المسيحيين والذين تأثر معظمهم بالدعاية الاموية ؛ وكونهم تحت ظل حكومات عربية اسلامية سنية منذ 1400 عام فهم يجاملون ويتماهون مع نظرة العرب وحكامهم ..والناس على دين ملوكهم !!!.
طبعا عنوان المقالة اجتزأته من منشور كاتب مسيحي صديق احترمه ..منشوره موجه للمتظاهرين ويتعجب : كيف تبحثون عن وطن وانتم تبكون على رجل مات قبل 1400 سنة.؟!!.
تأسفت كثيرا لهذا الصديق فقد عثر عثرة لا تغتفر !. لم يكن مجبرا على ذلك اللهم الا اذا كانت خلف الامر دوافع لا اعرفها .
ايها العرب ... ايها المسلمون ...
الحسين لم يمت ..الحسين صرخة وهتاف وراية يستنهض الشعوب ..يفجر الثورات ويسقط الطواغيت .. يقود الجموع وهو في ضريحه الخالد .
الحسين وهج و نبراس وشمس تضيئ دياجيرالظلمات التي كثفها الطواغيت والمفسدون .
الحسين اليوم ليس وحيدا .. ليس حسين يوم 10 محرم ...
جنود الحسين اليوم:
لبسوا القلوبَ على الدروعِ وأقبلوا
يتهافتون على ذهاب الانفسِ
جنود الحسين اليوم :
هنالك لو دعوتَ اتاك منهم
فوارسُ مثلَ أرمية ِ الحميم ِ
https://telegram.me/buratha