🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||
بغض النظر عن جدلية الاثبات و عدم الاثبات كتشريع لزيارة الاربعين ، فهي ضمن واقعية العموم المطلق ، لها وجود من ناحية القصد المشرع و المستحب المؤكد لزيارة مرقد الامام الحسين ( ع ) ، و ان لم تكن بهذا العنوان المخصص و المقيد ، كما ان السير الى زيارة مرقد الامام الحسين ( ع ) ، من الجوانب الذي ثبت صحته و الفضل الكبير لمن كان سائر على هذه المنهجية بطريقة توجه الى الزيارة مرقده ( ع ) .
محل الشاهد :
اعتقد الكل كان مشاركا سابقا او اليوم بهذا النصر الحسيني ، و الكل يرى ان ذكرى زيارة مرقد الامام الحسين ( ع ) بعد مضي اربعين يوما على ذكرى شهادته بإعدادها المليونية ، انما هو تجمع الهي مستحيل ان يحصل و يتكرر بهذا الشكل الطوعي البعيد عن النفع الدنيوي لأي مناسبة اخرى .
محل الشاهد:
السؤال المهم ما هو اثر كل ذلك على الذات و المجتمع ما اثر كل ذلك على السلوك السياسي و الافكار السياسة ؟!!
اليس من المفروض ان هكذا ممارسات و التي مصدرها و منبعها و انطلاقتها من ذلك الاصل الطيب الطاهر الامام الحسين ( ع ) ، و هو الثائر و الرافض لكل اشكال معصية الله تبارك و كل اشكال السياسات الظالمة و الجاحدة للمجتمع ، ان تكون متخذ من ذلك الامام الأسوة الحسنة بكافة توجهاتها و حركاتها و قراراتها و ان تكون سائرة على اهدافه ، اما اذا السياسي و الحاكم و صاحب النفوذ و السلطة و المسؤول و شيخ العشيرة و الفرد و المجتمع ، لم يكن اندفاعه الى طريق الامام الحسين ( ع ) ، الذي يمثل طريق الاحرار في الدنيا و الاخرة ، من اجل تحقيق هدف القيام بالتغيير و استحصال اثر الاصلاح على الذات و المجتمع بل و الاصلاح على كافة الاصعد الاخرى التي منها المنهج السياسي و طريقة الحكم ، و التحسين الاقتصادي و الاسلوب العشائري ، و الخطط الامنية ، الى اخر الجوانب التي يجب ان تتخذ من منهج الامام الحسين ( ع ) ، المثل الاعلى و الأسوة الحسنة للاستفادة من الإبحار بسيرته و منهجيته الفكرية في ادارة امور العباد والبلاد ، اذا لا قيمة لذلك المسير و لا لتلك الزيارة ، لان الامام الحسين ( ع ) و الائمة بهذه الممارسات و الزيارات ارادوا ربط الامة بمصدر الحرية المنضبطة التي تبتعد عن معصية الله تبارك و تعالى و كل اشكال الظلم و الاضطهاد ، و تكون الساعية بخطى حثيثة و حقيقية من اجل التغيير نحو الافضل .
اما السير الى زيارة مرقد الامام الحسين ( ع ) ، دون نتاج و انعكاس و اثر ، اكيدا هذا لن يكون مقبولا بالقبول الحسن المرضي لمحمد وال محمد ( عليهم السلام ) .
اذن علينا بعد هذا الجمع المبارك و الذي قصد زيارة مرقد الامام الحسين ( ع ) ، بعد مرور اربعين يوما عن ذكرى شهادة ( ع ) ، ان نراجع انفسنا و إصلاحها و اصلاح الجوانب المتعلق بها فمثلا السياسي عليه مراجعة نفسه و اصلاح منهجه و المسؤول عليه مراجعة نفسه و اصلاح طريقة ادارته و شيخ العشيرة ان يراعي الله بطريقة حل المشاكل وقضية ما يسمى الفصل و هكذا ، عندئذ نفوز في الدنيا والاخرة ونكون ممن نصر الامام الحسين ( ع ) ، وممن لبى دعوته الا من ناصر ينصرنا
اللهم انصر الاسلام و اهله