كندي الزهيري||
الأمل هو الذي يجعل من الأشخاص مثقفين ومتفهمين لمعنى الحياة ومتمسكين بها رافضين الرضوخ والاستسلام إلى الأحزان والصعوبات، لذلك على الشخص أن يكون مصدر أمل وشعلة من التفائل تنير كل مكان بضوئها وتنمي الروح التي بداخله لتنعكس على غيره.
فالاشخاص المتفائلون يكونوا شعلة أمل ومصدر جميل يهون على غيرهم الحياة "ويتكلم بالكلمة الطيبة والجميلة مخفف عمن حوله اليأس والضغوطات التي فرضتها الحياة عليه وجعلته يقاسيها"، لذلك يجب النظر من النافذة التي تطل على الأمل والمستقبل المشرق حتى في حالات الضيق، وفي الفصول التي لا يحب الأفراد قدومها عليهم النظر من الناحية الأخرى والفوائد القادمة من هذا الأمر؛ كالذي لا يحب الربيع وينظر للفراشات والزهور التي تتفتح فيه بعد غياب، وللأماكن التي يستطيع التنزه بها والشخص الذي يحاول كل من حوله " تحطيمه وكسره وكسر عزيمته التي يتمتع بها"، وشخص من بين (مئة) يقول له "أن بمقدوره الفوز والوصول بالرغم من المساوئ والأمور المحبطة والمؤلمة"، فعليه النظر فقط للشخص (الوحيد الذي قال له بإنه يستطيع وسيحقق حلمه ويصبح شخص عظيم في المستقبل)؛ لأنه عندما ينجح سوف يحاط بمن يريدون تقليده والوصول إلى المناصب التي وصل إليها، فالعظماء هم قدوة ومن وصل لمناصبهم وصل "بالتفاؤل والتفكير السليم والعمل الصادق" وبعد خوض نزاعات كبيرة في معركة الحياة.
●الأمل والمستقبل؛
خلق الله تعالى الإنسان وفي قلبه غريزة التمسك بالحياة والبقاء على صراع مستمر من أجل التقدم دون أن يصابوا بالخوف والقلق المستمر والذعر، لذلك على المؤمن التوكل على الله والرضى في حكمته والتخطيط لما سوف يقوم به في الحياة حتى ينتفع بها في دينه، ويظهر تأثير ذلك على معيشته وحتى ينال الآخرة، لكن لا يجب على الإنسان أن يبقى في حالة من الضيق والخوف والتفكير فيما سيحدث (بعين خائفة)، لذلك عليه وضع آمال مستقبلية على الأمد القصير والبعيد حتى يستطيع الوصول إلى الأمل والمنى الأكبر، فالأعمال التي يقوم بها تقرر كيف يعيش حياته مع أمل وهو يحقق أحلامه، أو وهو خائف دون تحقيقها.
●الأمل أسلوب حياة ؛
تكثر المعوقات التي تعترض طريق الفرد في شتى المجالات التي يخوضها في حياته، وتؤثر على سلوكه وعلى طريقة عيشه وعلى طريقة تعامله؛ لأن الحياة مبنية على تجارب ومراحل الفشل، فالشخص الذي لا يفشل لن يتعلم ولن يصبح قويًا وسيبقى على تفكير باحتمالية الفشل، مما يجعله شخص منعزل لا يرغب بالتجربة خشية حدوث أمر لا يتوقعه الفرد ، والألم هو ما يجعل من الفرد خاصة شخصًا ناجحًا وعظيمًا، وهو أول الثمرات للوصول إلى طريق النجاح، ولولا وجود الأمل في الطريق لما وصل إلى القمة، إذ أن طريق القمة مليء بالآلام التي سوف يسخر الله تعالى له الطاقة على تحملها، وتسعى الأمم والشعوب إلى الحصول على أمم مستقلة حرة، وذلك لا يكون إلا عندما يستيقظ شعبها ويرفعوا ضربات الأهانة والذل عنها، ودائمًا تكون الأمم على أمل ولكن ذلك الأمل يفقد ويؤلم عندما ترى أن مواطنيها نفسهم من يوجهون هذه الضربات حتى لا يتقدم الوطن، عمل الأعداء على إيجاد نسخ من اشباه الرجال خاضعين لسيطرتهم لا يستطيعون القيام بأي شيء دون أمر وتسيير، وأصبح الرجال الذين يعتمد عليهم الوطن ليتقدم محدودي الرؤيا لا يملكون مجالًا للتفكير ولا للرؤية على نطاق أوسع؛ بسبب سوء البيئة وانتشار التقليد، وعندما يرون شيئًا وإن كان خاطئًا لا يفكرون بشيء سوى القيام به وهذا ما يجعلهم يتعرضون للإهانة، وليتقدموا عليهم معرفة أن ليس كل الأيام ستضحك له، هناك أيام ستكون ضده وسيتألم في طريقها فلا يبقى شيء من الذل ولا الظلم عند التحرر من التفكير الضيق، ولن يشعر الشخص بلذة الانتصار أو الفوز إن لم يخسر ويتألم، لذلك لا يجب على المرء الاستسلام عندما يشعر بالألم لأنه ممن أول خطوات طريق للوصول إلى النجاح...
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha