المقالات

فَإِذَا انسلَخَ الأَشهُرُ الحْرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشرِكِينَ والمسلمون يقتلون على مدار السنين


 

سامي جواد كاظم ||

 

كثيرا ما يتشبث ممن يطلق على نفسه تنويري بسورة التوبة وخاصة الاية الخامسة التي تحث على قتل المشركين ليصفوا الاسلام بانه دين قتل مع جهلهم المطبق بحيثيات الاية وما المقصود منها ، نعم هنالك سلفيين فسروا هذه الاية وفق رغباتهم بالقتل لمنح انفسهم الشرعية فيما يقترفونه من اعمال ارهابية والنتيجة فسح المجال امام اعداء الاسلام لاتهام الاسلام بالقتل.

حقيقة الاية الخامسة "  فَإِذَا انسلَخَ الأَشهُرُ الحْرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشرِكِينَ حَيْث وَجَدتّمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كلّ مَرْصدٍ فَإِن تَابُوا وَ أَقَامُوا الصلَوةَ وَ ءَاتَوُا الزّكوةَ فَخَلّوا سبِيلَهُمْ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ"  فيها عدة مضامين وقرائن وبعض قرائنها في الايات التي قبلها والتي بعدها مع زمان نزول الاية واسباب النزول ، فالاية تحث على قتل المشركين وليس اهل الكتاب ، اضف الى ذلك نزلت مع موسم الحج وخصت بها مكة وليس بقية الولايات الاسلامية ، كما وان من خلال سياق السورة يتضح ان هنالك مواثيق وعهود معهم لم يلتزموا بها بل اعدوا العدة للانقضاض على المسلمين ، ولان النبي علم بها فجاءت الاية لتسبق مؤامرتهم .

الان هذه الاية التي نزلت قبل الف واربعمائة سنة تخص الدولة الاسلامية حتى تفرض سيطرتها على مكة قبلة المسلمين وهي من اهم دعائم تثبيت الدولة الاسلامية ولان الاسلام هو الدين المتسيد في البقعة تلك فله الحق الحفاظ على معتقداته بمختلف الاساليب الشرعية ، ولكن تعالوا لنرى الواقع اليوم الم يمارس بنود هذه الاية وبافراط وخارج الضوابط من قبل طواغيت التنويريين؟

اليوم بعد تقطيع العالم الى دول واصبحت الحدود واقع حال كل دولة وضعت القوانين الخاصة بها للحفاظ على كيانها ، الم يسمح للعدو الصهيوني بقتل الفلسطينيين متحججا بالقدس بانها يهودية ، الم يلاحقوا العناصر الفلسطينية والوطنية وقتلوهم اينما ثقفوهم حتى خارج بلادهم ؟ الم تقتل امريكا ممن تراه يعرقل مخططاتهم الارهابية بشكل استهتاري كما فعلت في بغداد وقتلت ممن هم اشرف منها ( المهندس وسليماني) ، الم تنكث الكثير من الدول معاهدات اتفقت هي عليها مع دول اخرى لانها رات بان لا مصلحة لها فيها حتى شنت الحروب بسببها ؟ الم تلاحق حكومة بورما المسلمين وقتلتهم بابشع الصور ؟ الم تنتهك الصين حرمة المسلمين في بلدها ؟ هل يستطيع اي مواطن يقيم في دولة اخرى دون ضوابط ومعاهدات تخص تلك الدولة واذا اخل بها الم يقتل او يعتقل او يطرد من بلدهم ؟ فلماذا عندما يريد النبي محمد الحفاظ على دولته وفق اسلوب اسلامي حضاري راقي حيث انه بدا منحهم اربعة اشهر لترك مكة وفي نفس الوقت ليعلموا ان مخططاتهم علم بها النبي ، بينما من لديه عهد والتزم به دون المساس بالثوابت الاسلامية فانه بقي وحفظت حقوقه .

تتحدثون عن دية  المقتول التي شرعها الاسلام معتبرينها غير حضارية وظالمة ، بينما امريكا وفرنسا وبريطانيا تطالب بتعويضات عن قتلاهم من قاتليهم والاخبار تعج في ذلك اليست هذه مصداق للدية التي شرعها الاسلام على اقل اعتبار في الاسلام تكون وفق ضوابط سليمة ودقيقة بينما عند التنويريين تكون وفق انتقام وغنيمة، الن تدفع دول تعويضات عن حرب شنتها وقتلت ابرياء ؟ ما لكم كيف تحكمون انها ليست ازدواجية المعايير بل متعددة المزاجات .

في الاسلام والسنة النبوية عشرات وحتى مئات النصوص التي تحث على حقن الدماء والتسامح والايثار والراي والراي الاخر ، هل قراوا عن المؤلفة قلوبهم وحقوقهم في الاسلام ؟ نعم كل دولة من حق حكومتها الحفاظ على كيانها وتضع ضوابط على المسافرين وتمنع من لا ترغب فيه ، هذه اجراءات طبيعية بذاتها ،  والاسلام والدول الاسلامية اليوم من حقها ان تتخذ الاجراءات اللازمة لحفظ اراضيها وشعبها .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك