🖊ماجد الشويلي||
رغم أن حكومة عادل عبد المهدي وعلى إثر استهداف الطيران الامريكي لبعض من معسكرات الحشد الشعبي ؛ قد اتخذت قراراً بحظر الطيران الأمريكي في الأجواء العراقية الابموافقة الحكومة ، وأعلنت قيادة قوات التحالف الدولي حينها عن التزامها بالقرار احتراماً لسيادة البلد، لكن سرعان ماتراجعت عن قرارها، ماحدا برئيس الوزراء أن يرسل رئيس هيأة الحشد السيد فالح الفياض الى روسيا ، لبحث امكانية حصول العراق على منظومة الدفاع الجوي S 300 ، بغية حماية الاجواء العراقية أو على الاقل التلويح للامريكان بقدرة العراق على اتخاذ خطوات رادعة لهم لو استلزم الامر .
ولعل هذا الموقف من جملة ما اغاظ الامريكان على عبد المهدي فصمموا على اقالته .
وعلى أية حال فإن الاجواء العراقية منذ ذلك الحين وحتى اللحظة باتت تشهد استباحة غير مسبوقة . ليست من الطيران الامريكي فحسب بل حتى من الطيران الاسرائيلي .كما اعترف الأمريكان بذلك في صحيفة (نيويورك تايمز) تزامناً مع تصريحات نتنياهو ((أن إسرائيل لن تمنح إيران حصانة في أي مكان ونحن نعمل ضدها في العراق وسوريا))
عاداً قوات الحشد الشعبي التي تورط فعلاً بقصفها كما صرح بذلك السيد عادل عبد المهدي قوات إيرانية !
رغم أن أمريكا قد صرحت وعلى لسان مستشار الشؤون العسكرية لصحيفة (هآرتس ) إنها غير راضية عن الغارات الاسرائيلية في العراق لأنها تتعارض مع المصالح الامريكية .
هنا كان لزاماً على قوى المقاومة أن تطور من قدراتها الدفاعية، لتتمكن من الوصول الى قدرة الردع وهزيمة الامريكان جواً كما هزمتهم براً واخرجتهم صاغرين نهاية 2011 .
شبكة الاعلام المقاوم التابعة لكتائب حزب الله ، أعلنت وبشكل مفاجئ عن رصد حركة الطيران الأمريكي في عموم الأجواء العراقية
وقد شمل هذا الرصد الطائرات المسيرة ،والحربية، وطائرات الاستطلاع الحربي، وطائرات الارضاع الجوي .
بما في ذلك طائرات القيادة وحددت مساراتها الجوية .
مايعني بالضرورة تنامي القدرات التكنلوجية والتقنية ، وانها قد تصل الى مرحلة تتمكن فيها من شل حركة الطيران الامريكي بالكامل . وهذا الامر متوقع وله نظير بما حصل من تنامي لهذه القدرات عند حزب الله لبنان ،خاصة في ظل التعاون المضطرد بين قوى المقاومة على كل الصعد.
إن هذا الرصد الدقيق لحركة الطيران ، يبعث برسالة مزدوجة للحكومة العراقية والامريكية على حد سواء ؛مفادها أن فصائل المقاومة لن تقف متفرجة على هذه الانتهاكات الفجة للأجواء العراقية، وأنها على استعداد من اتخاذ خطوات تغير فيها قواعد اللعبة من الأساس ،وتكبد الامريكان من الخسائر مالم يكن في الحسبان .
كما أن الرسالة انطوت على تحذير ذكي للامريكان من مغبة الأقدام على استهداف قيادات الحشد مرة أخرى ، لأن الثمن سوف يكون باهضاً ما دام طيران القيادة الامريكية تحت المجهر.
ولأن امريكا ظنت بان تغطيتها للاجواء العراقية بطيرانها الحربي والمسير سيرعب قيادة المقاومة ويثنيهم عن عزم مواصلة طريق الجهاد وهي مخطئة طبعاً .
من المعلوم إن امريكا تحتفظ بتفوقها الجوي على جميع بلدان العالم ، ولو تعرضت هذه القوة لهزة عنيفة في العراق على يد المقاومة فسيكون لها تأثير ستراتيجي على مكانة جيوشها في العالم ومستقبل بقائها في المنطقة .
هذا الامر ليس مستبعدا بالمرة ؛ فالتكنلوجيا الحديثة لاتحبو بتطوراتها وإنما تقفز وتحقق طفرات بعيدة . وهي لم تعد حكراً على احد وقد شهدنا بأُم أعيننا كيف أن اليمن المحاصر قد تمكن من تطوير تقنيات الطيران الحربي المسير بشكل مدهش.
قد لايقرأ بعضنا مضامين هذه الرسالة بهذا العمق والسعة.
إلا أن من المؤكد بأن الامريكان يقرأون مثل هذه الرسائل بشكل جيد، فانعاكساتها الدولية تشكل احراجاً كبيراً لها وتضرب هيبتها بالصميم .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha