حمزة مصطفى ||
وضع هذا المقال في غاية القلق. موعد كتابته الإثنين, أي قبل يوم واحد من الإنتخابات الأميركية, وموعد نشره الأربعاء, أي بعد يوم واحد من إعلان إسم الفائز في هذا السباق الذي دخنا به كعراقيين أكثر من "دوخة" الأميركان أنفسهم. الفائز إما دونالد ترمب الرئيس الحالي (أقول الحالي لأنه سيبقى نائما على قلوب مناوئيه ثلاثة شهور أخرى رئيسا كامل الصلاحيات حتى لو خسر) أو المرشح الديمقراطي جوبايدن الذي سيبقى رئيس تزجية وقت حتى تسلمه مهام منصبه أوائل العام القادم.
أنا الآن الوحيد من بين الـ 6 مليارات إنسان على وجه الكرة الأرضية لا أعرف إسم رئيس الولايات المتحدة بسبب موعد النشر الذي يسبق وقت الكتابة وهذه هي مشكلة الصحافة الورقية التي بقدر ماتحتكر المصداقية فإنها تتأخر في المعلومة.
أنا الآن قبل موعد الإنتخابات بيوم والفوز بيومين أكون كمن يعيش مرحلة ماقبل التاريخ ومابعده في آن معا. الأهم إنني أستطيع التكهن لا التوقع. فمثلا أنا أتكهن فوز جو بايدن وليس دونالد ترمب. تكهني غير مبني على أية معطيات سياسية أو معلوماتية أو إستطلاعات الرأي أو ماشاكل ذلك. لو كان أمري كذلك لقلت أنا أتوقع لا أتكهن. تكهني قائم على تنبؤات أبوعلي الشيباني وجماعته من المنجمين المحليين والعالميين الذين كلهم توقعوا فوز بادين وأريد هذه المرة أذهب معهم تماما.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا شبه الإجماع التنجيمي على فوز بايدن بينما التوقعات قلبية وليست مبنية على معطيات وحقائق ومعلومات؟ المنجمون لديهم تصوراتهم لا معطياتهم لأنهم لايتعاملون مع لغة الحقائق والوقائع والأرقام مع أوضد,بالسلب أو بالإيجاب. هم قالوا كلمتهم والآن وحدى أنا الذي مازلت أرجم بالغيب لأني ضحية النشر لا الوقائع أو المعطيات أو التصورات. مع ذلك أنا في غاية المتعة لأني الوحيد الذي أكتب ليوم الأربعاء مقالا كل مافيه من معلومات أو حقائق أو وقائع قد تبدو لامعنى لها اليوم نظرا لكون حرب الإنتخابات ومعها التوقعات والمعطيات والتصورات وضعت أوزارها.
أنا الوحيد الذي مازلت حاملا أوزاري وأوزار من كان يتمنى خسارة بايدن لصالح ترمب أو فوز ترمب لأن يكره بايدن. هامش واحد لدي يسمح لي بالمناورة هو تقارب النتائج بحيث يطعن الخاسر بالمحكمة العليا هناك. هذه السابقة كانت قد حصلت عام 2000 بين بوش الإبن والمرشح الديمقراطي آنذاك ال غور الذي كان نائب كلينتون خلال التسعينات من القرن الماضي.
بعد فترة حسمت المحكمة العليا لصالح بوش الإبن وبفارق ضئيل من الأصوات فجثم على قلوبنا وقلوب اللي خلفونا 8سنوات بينما سوف تبقى آثارها ربما مئات السنين. أنا الوحيد الذي لا أعرف من الفائز ترمب أم بايدن؟ أم أن النتائج متقاربة بحيث يذهبون الى المحكمة الإتحادية. أتمنى واحد "يغششني" ويخبرني بإسم الفائز .. و "وين أبو علي الشيباني الليفزع لنا؟".
ــــــــ
https://telegram.me/buratha