وليد الطائي ||
في الأثر الشعبي كان الملا هو الذي يمثل المدرسة بشكلها الحديث والمعروف الذي تطور كثيرا واخذ شكلا مختلفا وحديثا ودخلت فيه التقنيات المتطورة التي جعلت الطلاب أكتر قدرة علي التعلم والاستيعاب والتقدم في الاداء والمستوى والاهلية للتفوق حيث تغيرت الاساليب والمناهج من تلك البسيطة والساذجة التي يعلمها ويعتمدها الملا الى المعقدة والناضجة.
تاريخ الملا مضحك وطريف وساذج، فقد كان يستخدم بناءا متهالكا، او زاوية في مسجد ويجمع الطلاب ويعلمهم التلاوة وحفظ القرأن واللغة البسيطة والكتابة، وكان يستخدم العصا ويضربهم بقسوة، ولايرحمهم، وكانت اسرهم تدفع له المال مقابل ذلك، وكان هو متفضلا ومتملقا للاغنياء ويبحث عن المنافع ويذهب إليها حيث تكون، ولايدخر جهدا او مكرا إلا إستعمله للوصول الى بغيته.
ورغم ذلك لم يخرج علماء ومفكرين، وبقي في مستوى متأخر لم يتقدم خطوة بإنتظار أن ينقرض، ويتحول الى ذكرى قديمة.
في زمننا الحالي بقي الملا إسما لشخص او لعائلة، مع إن الملا في الارياف وفي الماضي هو رجل دين بسيط المعرفة، ويكون في عهدة شيوخ العشائر الذين يجلسونه في مجالسهم وله مكانة محدودة، ولكنها فوق مكانة العوام الذين لايدخلون مجالس الشيوخ إلا حين يستدعونهم، بينما يبقى الملا يكذب وينمق الكذب ويقدمه مستعطفا الاغنياء بحثا عن عطاء، ومن لايعطيه فإنه يلفق له الحكايات والتهم الباطلة والمؤذية ليشوه مكانته بين الناس، مدعيا المعرفة والفهم وهو لايفهم إلا القليل.
يكون الملا مبتزا يهاجم الكبار والذين تقع عليهم مسوولية قيادة المجتمع وبنائه وتحديثه ورعاية حاجات الناس فيه، وهو غير مهتم بذلك ولايعنيه لان مايعنيه في الحقيقة هو الحصول على المال والمكانة دون إلتفات الى الاخلاق والشرف والضمير، فمن يعطيه سكت عنه ومن منع العطاء شتمه وشهر فيه.
وقد يضرب في جميع الإتجاهات خاصة إذا افلس من المال والجاه والحضور ظنا منه انه يستطيع ان يستفز الكبار الذين عرفهم المجتمع واحبهم واحس معهم بالتغيير والنهوض والحضور والامل في مستقبل مختلف متجاهلا انه لن يهتم له احد ولن يلتفت له مهما صرخ وتكلم ولعب بالالفاظ والشتائم لانه إنتهى وقد تجاوزته المرحلة وبقي مجرد شخص يحاول العودة الى المشهد ولن يعود، ولايستحق ان نقول عنه انه لايجيد قراءة المشهد لأنه لايجيد القراءة أصلا.
https://telegram.me/buratha