المقالات

الملا الذي لايجيد القراءة..!

1506 2020-11-05

 

وليد الطائي ||

 

في الأثر الشعبي كان الملا هو الذي يمثل المدرسة بشكلها الحديث والمعروف الذي تطور كثيرا واخذ شكلا مختلفا وحديثا ودخلت فيه التقنيات المتطورة التي جعلت الطلاب أكتر قدرة علي التعلم والاستيعاب والتقدم في الاداء والمستوى والاهلية للتفوق حيث تغيرت الاساليب والمناهج من تلك البسيطة والساذجة التي يعلمها ويعتمدها الملا الى المعقدة والناضجة.

تاريخ الملا مضحك وطريف وساذج، فقد كان يستخدم بناءا متهالكا، او زاوية في مسجد ويجمع الطلاب ويعلمهم التلاوة وحفظ القرأن واللغة البسيطة والكتابة، وكان يستخدم العصا ويضربهم بقسوة، ولايرحمهم، وكانت اسرهم تدفع له المال مقابل ذلك، وكان هو متفضلا ومتملقا للاغنياء ويبحث عن المنافع ويذهب إليها حيث تكون، ولايدخر جهدا او مكرا إلا إستعمله للوصول الى بغيته.

 ورغم ذلك لم يخرج علماء ومفكرين، وبقي في مستوى متأخر لم يتقدم خطوة بإنتظار أن ينقرض، ويتحول الى ذكرى قديمة.

في زمننا الحالي بقي الملا إسما لشخص او لعائلة، مع إن الملا في الارياف وفي الماضي هو رجل دين بسيط المعرفة، ويكون في عهدة شيوخ العشائر الذين يجلسونه في مجالسهم وله مكانة محدودة، ولكنها فوق مكانة العوام الذين لايدخلون مجالس الشيوخ إلا حين يستدعونهم، بينما يبقى الملا يكذب وينمق الكذب ويقدمه مستعطفا الاغنياء بحثا عن عطاء، ومن لايعطيه فإنه يلفق له الحكايات والتهم الباطلة والمؤذية ليشوه مكانته بين الناس، مدعيا المعرفة والفهم وهو لايفهم إلا القليل.

 يكون الملا مبتزا يهاجم الكبار والذين تقع عليهم مسوولية قيادة المجتمع وبنائه وتحديثه ورعاية حاجات الناس فيه، وهو غير مهتم بذلك ولايعنيه لان مايعنيه في الحقيقة هو الحصول على المال والمكانة دون إلتفات الى الاخلاق والشرف والضمير، فمن يعطيه سكت عنه ومن منع العطاء شتمه وشهر فيه.

 وقد يضرب في جميع الإتجاهات خاصة إذا افلس من المال والجاه والحضور ظنا منه انه يستطيع ان يستفز الكبار الذين عرفهم المجتمع واحبهم واحس معهم بالتغيير والنهوض والحضور والامل في مستقبل مختلف متجاهلا انه لن يهتم له احد ولن يلتفت له مهما صرخ وتكلم ولعب بالالفاظ والشتائم لانه إنتهى وقد تجاوزته المرحلة وبقي مجرد شخص يحاول العودة الى المشهد ولن يعود، ولايستحق ان نقول عنه انه لايجيد قراءة المشهد لأنه لايجيد القراءة أصلا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك