🖋 قاسم سلمان العبودي ||
قطعت أغلب القنوات التلفزيونية الأمريكية خطاب الرئيس الأمريكي ترامب بعد لحظات من بدأ كلامه وذلك ، وبحسب مقدمي تلك البرامج أن كلام الرئيس فيه كذب واضح على الشعب الأمريكي . المتابع لسيرة ومجريات الأنتخابات يرى أن النظام الديمقراطي الذي تتبجح به القيادات الأمريكية ماهو ألا أكذوبه مصطنعه .
نحن كمتابعين للشأن السياسي ، لا يهمنا من سيفوز ، ترامب أو بايدن ، قدر أهتمامنا بمن يسحب قوات بلاده المحتلة لأرض العراق فقط . ما عدا ذلك ، لا يعدوا كونه فرجه سياسية لا تكون في أحسن الأحوال كمتابعتنا لبعض المباريات الكروية الناريه لبعض الأندية الأوربية .
لكن هناك مسألة يجب التوقف عندها تحليلاً ، هي لماذا يكذب الرئيس الأمريكي ؟
طبعاً هذه ليست المرة الأولى التي يكذب بها ترامب على الشعب الأمريكي والعالمي ، وغمطه للحقائق التي دأب منذ وقت طويل على التدليس أمام شعبه . لكن كذبه الآن وأمام الشعب الأمريكي يحمل معنيين لا ثالث لهما . الأول ، أنه سلوك شاذ أعتاد عليه ترامب لتمرير أخفاقاته الكثيرة في أكثر من موقف . ونتذكر جيداً كذبته الشهيره التي قالها أبان تسلمه رئاسة الولايات المتحدة ، والتي تحدث بها أمام الملأ بطغيان حكومة آل سعود الدموية وكيف أنها تحكم شعبها بالحديد والنار . لكن سرعان ما تراجع بعد ذلك عندما جائته المليارات السعودية ، وكيف تم تزييف الحقائق على الشعب الأمريكي ، وكيف غض الطرف عن العملية البشعه التي قام بها صبيان المملكة بنشر أعضاء الكاتب والمفكر السعودي عدنان خاشقجي .
والأمر الثاني ، يبدو أن الرجل وصل الى حافة الأفلاس الأنتخابي ، وأدرك جيداً ، أن بايدن قاب قوسين أو أدنى من دخوله المكتب البيضاوي ، وفي كلتا الحالتين ، لايجوز له الكذب بأعتباره يمثل أعلى مستويات ( الديمقراطية ) في العالم وهذا يقدح بالتوازن الأخلاقي للسياسات الأمريكية ، والتي جل شعوب الأرض تعي جيداً أن الساسة الأمريكان كذابون وممثلون لأدوار يجيدها معظمهم .
رغم الأنجازات ( الصهيونية ) التي حققها ترامب على مستوى نقل السفارة الى القدس الشريف ، وما قام به من أخضاع الدول الخليجية للأنبطاح مع الكيان الصهيوني ، ألا أن ذلك لم يشفع له في هذه الأنتخابات التي يبدو لهذه اللحظة ربما تطيح به الى الأبد .
نحن نعلم جيداً ، أن الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية ، بايدن أن فاز ، أو ترامب أن ظل في رئاسة الحكومة لا يغير من حقائق الشرق الأوسط شيئاً بأعتبار أننا نعيش ضمن هذه الرقعه الجغرافية من الشرق . لكن الأماني تتزايد بوصول رئيس أمريكي معتدل ، يضع مصلحة شعبه ، قبال مصلحة شعوب المنطقة التي أثخنتها الويلات والحروب العبثية التي تدار بالوكالة في منطقة الشرق الأوسط بأكمله ، وأيقاف الأستيطان الجائر لقطعان الصهاينة الذين أهلكو الحرث والنسل في بلد مسلوب الأرادة مثل فلسطين ، وغض الطرف عن حرب اليمن وسوريا.
لقد أساء ترامب كثيراً للديمقراطية في العالم حين أستهدفت قوات بلادة قادة النصر في بغداد ، في أقذر عملية غادرة عرفها القرن الحالي ، فضلاً عن أنتهاك سيادة دولة عضو في جمعية الأمم المتحدة التي يتبجح ترامب بأن بلاده ركن مهم من أركان تأسيس هذه الجمعية الأممية ، وعليه فأننا كعراقيين لا ننتظر أن تهبط علينا ملائكة الرحمة من سماء واشنطن أو سماء غيرها ، فقد حفظنا الدرس جيداً .
ــــــ
https://telegram.me/buratha