مع تزايد وباء كورونا في مرحلته الثانية الذي تخصص في عزلنا ومحاصرتنا على مدى 6 أشهر او أكثر ، قُدِمت لنا فيها الكثير من النصائح ومئات الارشادات الشخصية منها والعامة لتجنب الاصابة بهذا المرض الخطيرالقاتل ، مقابل كل هذا تزداد الاصابات ! بل البعض من جهلة الدين الذين وجدوا مرتع خصب لتلهي الناس بحكاوي دينية تاريخية قديمة ظلامية بعيدة عن العلم والتنوير، لتتفاخر بالخروج الجماعي وتحث الناس عليه ! وليس في بالهم الموت اليومي لمئات الاشخاص وآلاف المصابين من مواطن عادي الى اُخَرمن أوجه اجتماعية معروفة وحتى من المتصدين له من الجيش الابيض . السلوك الجمعي في المدن الفقيرة المتخلفة لا تابه بالادلة والوقائع وتتبع أفكار وطروحات نمط العشائرية والبداوة ودينية مخدرة على الاعم والاغلب ، لتكتمل دورة الوباء في الانتشار دون سيطرة العقل أوالدولة على افعال البسطاء . لقد وصلنا الى النقطة الحرجة عندما اهتزت الكثير من العادات والقيم المتوارثة والمستجدة ، من تجمع يحصل الاذى منه غير الذي اعتدناه من تزاور، ومحذور الخروج الى المتنزهات ودور العبادة ، والاختلاط مع الاهل والاصدقاء وجيران المحلة ، حتى وصل الامر الى الامتناع من الدخول من غرفة الى اخرى في البيت الواحد. نخشى على هذا المجتمع ان تتصدع اركانه من قيم واعراف صناعة الاجداد والتاريخ والظروف ، ونصحى على صور جديدة بعيدة عن المثل العليا تتحرك في المكان والوقت الخطأ لطحن ما تبقى من مجتمع متهالك ! مما لاشك فيه ما تعرض له المجتمع من سلسلة حروب طويلة وأثرها فيما وقعنا فيه من هزات كبيرة ، حصلت فيه انعطافات كبيرة طائفية وقومية ومذهبية ، غيرت من سلوك مثيرلدى البعض من الافراد الذين لم يعايشوا هذه الكوارث ، فتقبل المحتل سهل ،ويكون وكيل لقوى اقليمية ودولية ببساطة ، ويعمل على تشوه المشهد السياسي بكل شيء غير متوقع . نحن اين من مصدر الخطر في تقبل المعلومات التي تتعارض مع الحقائق التي تستهدف العقل الجمعي لمجتمع لا يزال نائم ، والتي تحتاج الى جهود كبيرة لتهيئة رأي عام وغسل أدمغة لا تستوعب خطر المرض ، لننتصر على فيروس يبدل ثيابه وبخطورة اكبر من تأمين النفس اللوامة منه .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha