منهل عبد الأمير المرشدي||
جاء في مذكرات خروتشوف الذي حكم الاتحاد السوفييتي من(1953 - 1964) وتميز حكمه بالمعاداة الشديدة للستالينية وانتعاش التحريفية وبإرساء الدعائم الأولى لسياسة الانفراج الدولي انه اتصل به جوزيف ستالين وطلب منه الحضور الى مكتبه بسرعة لوجود مؤامرة كبيرة .
ذهب خروتشوف ومعه مجموعة من الوزراء فقال له ستالين لدينا معمل إطارات السيارات وهو هدية من شركة فورد الأمريكية وينتج الإطارات منذ سنوات وبشكل جيد ولكن منذ ستة أشهر بدأ هذا المعمل ينتج إطارات تنفجر بعد بضعة كيلومترات من استخدامها ولم يعرف أحد السبب وأريدك أن تذهب إلى المعمل فورا وتكتشف ما هو السبب .
وصل المعمل وباشر بالتحقيق وكان أول ما لفت نظره هو حائط الأبطال على مدخل المعمل وعلى هذا الحائط توضع صور أفضل العمال والإداريين و الذين عملوا بجد و نشاط خلال كل شهر .
بدأ التحقيقات مباشرة من الإدارة حتى أصغر عامل فلا أحد منهم يعرف الأسباب .
قرر خروتشوف أن ينام في المعمل حتى يحل هذا اللغز .
استيقظ في الصباح الباكر ووقف في أول خط الإنتاج وقام بمتابعة أحد الإطارات ومشى معه في مراحل الإنتاج من نقطة الصفر حتى خروجه من المعمل .
شعر بالإحباط لأن كل شيء طبيعي وكل شيء صحيح وكل شيء متقن ولكن الإطار انفجر بعد إن تم تجربته بعد بضعة كيلومترات .
جمع المهندسين والعمال والإداريين واحضر المخططات فلم يصل إلى حل . قام بتحليل المواد الخام المستخدمة في صناعة الإطارات فأثبت التحليل أنها ممتازة جداً و ليست هي السبب أبداً والأطارات تنفجر بدون سبب .
يقول خروتشوف إنه اصيب بالإحباط وأحس بالعجز وبينما هو يمشي في المعمل لفت نظره حائط الأبطال في المعمل وانتبه الى وجود إسم احد المهندسين في رأس قائمة الأبطال منذ ستة أشهر أي منذ بدأت هذه الإطارات بالإنفجار بدون سبب .
قام باستدعاء هذا المهندس للتحقيق معه وطلب منه ان يشرح له كيف استطاع أن يكون بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية ؟ فرد عليه المهندس إنه استطاع أن يوفر الملايين من الروبلات للمعمل و الدولة .
فسأله وكيف استطعت أن تفعل ذلك ؟ قال : ببساطة قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية في الإطار وبالتالي استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا .
هنا اصابت خروتشوف السعادة الكبيرة لأنه عرف حل اللغز أخيرا و لم يصبر على ذلك فأتصل بستالين وشرح له ما حدث وبعد دقيقة صمت قال له ستالين وأين دفنت جثة هذا الغبي ؟ فأجابه إنه لم يعدمه بل سيرسله إلى سيبيريا لأن الناس لن تفهم لماذا يتم إعدام بطل إنتاج .
انتهت القصة وفيها نستنتج إن ثمة أخطاء للأذكياء قد تؤدي الى خسارات كبيرة للوطن وتؤدي الى مأساة رغم انهم لم يسرقوا ولم يكونوا فاسدين فكيف إذا تسّلم أمور الوطن والمواطن أناس اغبياء وحرامية وفاسدين فكيف سيكون مصير البلاد والعباد . ..
مجرد رسالة
https://telegram.me/buratha