حافظ آل بشارة ||
في هذه الايام تزداد هجمات الاحزاب الشيعية على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ، نعم هناك حالات تقصير واضحة تتعلق بادارة الكاظمي ، ومن المتوقع ان ينتقدها كل عراقي ، فقد استفز جميع العراقيين في عدد من الملفات الخطيرة مثل عقد الاتفاقيات مع الاردن ومصر مع ان كلا البلدين عاجز عن مساعدة العراق ودعمه.
ويزداد الامر سوء عندما تكون هذه الاتفاقيات بديلا عن الشراكة مع الصين ! كما انتقدوه في تعامله مع ملف ميناء الفاو وقيل ان حكومته تريد تخريب المشروع لصالح دول الخليج بأوامر امريكية ، وجاءت قضية سنجار وتسليم امنها لاقليم كردستان لتكون ملفا آخر لانتقاد الكاظمي ووصفه بانه يجامل الاقليم لدعم موقفه في الانتخابات.
ولكن القضية القاصمة هي استخدامه تظاهرات تشرين لتقوية نفوذه واستخدام المتظاهرين لرمزيته لتقوية جبهتهم ضد جميع الخصوم ، وفي انتقادات اخرى يستمر الشركاء في اعداد قائمة التقصير الكبير فهم يلومون الكاظمي على سياسةالاقتراض.
ولو صادف اي رئيس وزراء سابق حالة الوباء وتدهور اسعار النفط بهذا المستوى لتصرف مثل الكاظمي ، ويلومونه على الفساد وسرقة الاموال وازمة السكن والفقر والبطالة وفشل القطاع الخاص وابقاء العراق خاضعا للاقتصاد الريعي وتوقف الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والضرائب وغياب الخدمات البلدية وغير ذلك ، المثل يقول : ان كان بيتك من زجاج فلا ترجم الناس بالحجارة.
ولا شك ان اغلب القوى السياسية التي حكمت العراق منذ 2003 وحتى الآن ذات بيت زجاجي ، فهي التي تقف وراء هذه المشاكل الكبرى المتراكمة ، وهناك عناصر فشل واضحة ومشتركة بين الكاظمي واسلافه ، فجميع رؤساء الوزراء السابقين هم نسخة من الكاظمي ، من ناحية الطريقة التي جاءوا بها الى مناصبهم ، ومن ناحية نقاط الفشل التي تميزوا بها.
ثم ان الاحزاب الناقدة للكاظمي هي التي مررته في مجلس النواب ، فلا داعي لمثل هذه الهجمات ، ولا داعي لجمع وتضخيم كل حالات الفشل والفساد والاشكاليات الوطنية الكبيرة التي عمر بعضها نصف قرن وتحويلها الى قلادة تعلق بعنق الكاظمي وهو آخر من اتى ، اغلب ساسة هذا البلد يشبهون الكاظمي شكلا ومضمونا ودورا فلا داعي لهذا التضليل الساذج المكشوف
https://telegram.me/buratha