سامي جواد كاظم ||
لابد من فكرة حتى تبدا مشروعك والفكرة قد تاتي من حدث تعيشه او ماض مضى او فكر مستقبلي، والفكرة ان تعدت الواقع لابد لها من اسس منطقية يقبلها العقل فالمنطق اوسع من العقل لكنه لا يستطيع ان يتجاوز العقل ، وهذا المشروع له شكلين ، مادي ومعنوي، وتحت مظلة المعنوي الاخطر فيها الاعلام ، وتحت مظلة المادي الاخطر فيها صناعة السلاح ، وبقية المشاريع التي قد تراها او تعتقدها كائنة بحد ذاتها فاغلبها مكملة لمشروع اكبر او هدف على المدى البعيد ، والمهم هو المدى البعيد .
فهل تعتقدون ان باعث رسالة الاسلام لم يفكر على المدى البعيد؟ بلى فكر على المدى البعيد ومداه البعيد يوم الساعة ولان في كل ساعة نعتقد الساعة فيبقى الاسلام ينظر للمستقبل ساعة بعد ساعة وتبقى سلسلة الافكار في تطور ، من هو الذي يطور هذه الافكار ؟
المجتهد عندما يستنبط الحكم الشرعي تجده يستخدم كل المفردات والمصادر الخاصة بما يريد من التراث الاسلامي ليصل الى استنتاج او حكم شرعي جديد ، هذا في مجال الفتوى ، فهل ترك التراث الاسلامي بقية المجالات التي تخدم البشرية ؟ المسلمون يقولون كلا ، واعداؤهم يقولون نعم ، وبينهما جهلاء الاسلام ومن لا يحسن استخدام مفردات الاسلام يقابله من يستخدم مفردات الاسلام لكي يخدم غاياته غير الاسلامية وبمختلف الوسائل ، فيصبح اعداء الاسلام اكثر ، اضف الى ذلك الاسلام يحرّج ويحرّم بعض الوسائل التي يراها غير شرعية فان الاخر ليس لديه خطوط حمراء ولا حياء في استخدام ماهو شرعي وغير شرعي وغير اخلاقي للوصول الى الهدف .
استُهدف الاسلام من عدة جبهات ، اقتصاديا ، اعلاميا ، عسكريا ، والان اختزلوها جميعها بالحرب الالكترونية وكما قالوا عنها الحرب الناعمة ، وادوات الحرب الناعمة متوفرة لدى المسلمين ، والافكار والتراث الذي عند المسلمين افضل بكثير بل لا يقارن بما يحمل الاخر من ثقافة ، ولكن المشكلة في الكفاءات المهنية التي تحسن اختيار المادة واسلوب عرضها مع التوقيت ، ولهذا للاسف الشديد نجد ان اعلامنا لا يصمد امام الاعلام الغربي لدرجة انهم منحونا التقنية الالكترونية لكي نستخدمها كوسيلة اعلامية وهي بحد ذاتها اداة رقابة لهم يتلاعبون بها عندما تصبح مؤثرة ، ولم نحسن استخدامها بالشكل المطلوب
لم يجد المسلمون البديل بالرغم من ان الامكانات متاحة وقد ظهرت شخصيات و وسائل اعلامية مؤثرة بالراي العام وجاءت قوتها من قوة عداء الاخر لها بحيث جعلها محل تساؤل امام العقلاء لماذا تحاربون هذا الفكر او تغلقون هذه الوسيلة الاعلامية .
اخطر واسوء ما واجه الاسلام هو الاستخدام الهزيل للتقنيات والتراث الذي يملكه المسلمون ، فالبعض منهم سخر حاله وماله لسرد روايات تاريخية بعيدا عن التنقيح وان نقحت فمردودها الثقافي لا يرقى لان يقف امام الثقافات الاخرى لاسيما تلك الروايات التي فيها جوانب مهمة ويسلط على السطحي فيها ومثل هكذا قنوات تجد من يدعمها من الطرف الاخر ليرسخ الترهل والخمول لدى عقول المتابعين لها من المسلمين وفي نفس الوقت يجعلها محل استصغار من قبل الطرف الاخر .
هنالك اعترافات خطيرة من اعداء الاسلام بانهم يقولونها صراحة انهم سخروا جهلاء الاسلام للنيل من الاسلام وتجد المسلمين منشغلين في دوامة الدفاع عن الاسلام من هذه الخرافات ، بل الاسوء عندما يظهر لنا مفكر من الداخل يثير مسائل لا جدوى منها او فيها فتشغل الراي الاسلامي بها فتزيد من تفرقة المسلمين بل ابناء المذهب الواحد .
حقيقة ان تراث اهل البيت عليهم السلام تراث غني في كل مجالات العلوم بل المصد القوى للثقافات الهدامة لكيان الاسلام ولهذا تجد من بيده معول لهدم الاسلام يجعل معوله مصنوع من تراث الاسلام الخزعبلي ولا يجرا لمناقشة نهج البلاغة او رسالة الحقوق او الصحفية السجادية وغيرها ، والمشكلة هنا ان حتى الذي او اغلب من يشتغل في هذه العلوم يبذل جهده لدراسة البيان واللغة والبلاغة والاعراب وما الى ذلك او مدح وتمجيد ما جاء فيها دون التعمق لماهية الحديث او الخطبة او الرواية الصادرة عن اهل البيت والتي هي بحد ذاتها اساس لقانون .
المشكلة هنالك امكانيات رهيبة وكبيرة لمؤسسات تابعة لتراث اهل البيت بل ان اسم اهل البيت لوحدهم يعتبر علامة اعلامية تاخذ لب المتابعين ومرصودة من الاعداء اكثر من الاصدقاء ولم يتم استغلال هذا الاسم الذي لا ياتي بالهين لمن يريد ان يرتقي السلم الاعلامي بينما اتباع اهل البيت عليهم السلام امتلكوه على طبق من ذهب ومجانا .
يجب وضع خطط اعلامية دقيقة ترتكز على الجانب النفسي والثقافي والاقتصادي للشريحة المستهدفة حتى يتمكنون من اختيار الاسلوب الارقى في التاثير ، اكرر الاسلوب هو الاهم .
ـــــ
https://telegram.me/buratha