المقالات

الإغتيال..سلاح الجبناء

1488 2020-12-01

  محمد الجاسم ||        لعلّ أهم تداعيات العملية الإرهابية التي استهدفت حياة العالم الفيزيائي الإيراني(محسن فخري زاده)في بلاده، الحديث الصريح لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف عن "وجود مؤشرات جدية على تورط إسرائيل".وقد قلبت هذه الجملة موازين كثيرة داخل الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة الخليجية المتواطئة مع ذلك الكيان الإرهابي،وأحرجت القيادة الأمريكية المنتخبة أيضا.      أقرأ أنا هذه الجملة من السيد ظريف،بكونها الأساس القويّ الذي تستند إليه خيارات طهران في الرد على اغتيال كبير علماء الذرة الإيرانيين.إن العبارات التي اطّلعنا عليها في الإعلام الإيراني للثأر الذي توعدت به الجمهورية الإسلامية من قتلة الشهيد فخري زاده،كانت على درجة كبيرة من التحامل والإستئثار لدم الراحل الكبير.      لقد أدخلت العملية الإرهابية في اغتيال فخري زاده، جهود الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، الرامية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران،بعد أن ألغاه ترامب،في نفق مظلم من التكهنات والتوقعات.كما إن إغتيال العالم الإيراني سيعمل على تصعيد التوتر في المنطقة ما قد يخلق ذريعة لإدارة ترامب لشن ضربات على المنشآت الإيرانية قبل أن يغادر البيت الأبيض، ولايفوتنا هنا التأكيد بأن الرد الإيراني على أية حماقة عسكرية متوقعة من البيت الأسود، سيكون لها رد فعل صاروخي ماحق على دولة الكيان الغاصب وقواعد الإستكبار الأمريكي في دول المنطقة.       إن إغتيال عالم فيزيائي وشخصية رئيسة في البرنامج النووي الإيراني للأغراض السلمية،لابد أن يهتز له صبر وتحمل إيران،لاسيما وأن المرحوم فخري زاده كان من أهم العلماء النوويين في البلاد. كان رئيساً لقسم البحث والإبتكار في وزارة الدفاع الإيرانية، وعضواً في الحرس الثوري ، وكان أيضاً خبيراً في صناعة الصواريخ. إن الجهات المختصة في طهران تشير بوضوح الى أن أجهزة المخابرات الصهيونية تخطط منذ سنوات للقضاء عليه.      وفي إحدى المرات ، في ربيع العام 2018 ظهر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في التلفزيون ذات مرة، ليصف الشهيد فخري زاده بأنه :"أبو البرنامج النووي الإيراني"، قال ذلك خلال حديثه عن البرنامج النووي الإيراني،وأضاف للتأكيد: "دوّنوا هذا الاسم، فخري زاده". ولعل هذه الذكرى الإعلامية بالتركيز على إسم الشهيد فخري زاده، قد ساعدت إيران على تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية المشتركة عن الهجوم الإرهابي في إيران، ماحدا بالمرشد الأعلى أن يتوعد بردِّ الزلزلة القاسي من القتلة المباشرين وغير المباشرين.      يندرج هذا الحدث الجلل ،وتأثيراته النفسية على الشعب الإيراني،تحت وصف أنه الحادث الإرهابي الشنيع الناتج عن عجز أعداء الإسلام وأعداء الجمهورية الإسلامية لمواجهة الحراك العلمي والقدرات المتطورة،ذات الأغراض العسكرية والمدنية، الشعب الإيراني الكبير بصبره وبراعة علمائه ورجال الدولة لديه ،قد راكم هزائم دول الإستكبار وعملائهم في منطقتنا ،مادعاهم الى تنفيذ عمليات خسيسة تحت جنح الغيلة والظلام..ولكن الشعب الصبور قد عقد العزم للثأر،كما عقده ونفذه في مرات سابقة. ورُبَّ قَوْل..أنْفَذُ مِنْ صَوْل. ناصرية ـ دورتموند/ألمانيا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك