المقالات

طه جزاع على ظهر"التنين الصيني"

1666 2020-12-09

 

حمزة مصطفى ||

 

لم تعد بنا حاجة للذهاب  الى الصين للتزود بالعلم طبقا لحديث ضعيف منسوب الى النبي محمد (ص). الصين ومنذ عقود بدأت هي بقضها وقضيضها تحج الينا بأشكال وأنواع السلع والبضائع من "الخيط للمخيط". وإذا كانت آخر المعارك بين بكين وواشنطن تدور رحاها حول "هواوي", فإن كورونا المستجد نقل المعركة بين التنين الصيني "على كولة" الدكتور طه جزاع مؤلف كتاب "الصين .. مخالب التنين الناعمة" الصادر حديثا عن دار دجلة الأكاديمية ـ سلسلة دراسات إجتماعية وسياسية, وبين  الولايات المتحدة الأميركية الى مستوى آخر. فالحرب التي تدور رحاها بين الأميركان والصينين منذ أول رحلة قام بها الى  الصين هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي أوائل سبعينات القرن الماضي والتي مهدت لزيارة الرئيس ريشتارد نيكسون آنذاك لم تضع أوزارها بعد,بل إزدادت شراسة لاسيما في عهد الرئيس الحالي الذي انتهت ولايته دونالد ترمب.

  القشة التي قصمت ظهر العلاقة بينهما كان  فايروس كورونا الذي أطلق عليه ترمب "الفايروس الصيني", لكن  هذا الفايروس حفز صديقنا الدكتور طه لكي يحزم حقائبه الإفتراضية ويتوجه الى الصين باحثا ومنقبا ودارسا وفاحصا حتى جاءنا بعد حين ممتطيا التنين  بعد أن أصبحت مخالبه ناعمة. من هنا بدأت رحلة الدكتور الى الصين لكي يعيد إكتشافها بعد أن بدت الحاجة ماسة الى دراسة الصين من زاوية أخرى . بدأت الفكرة حين خطرت بباله كتابة سلسلة مقالات في جريدة "الزمان" الغراء. ولأن الدكتور طه أكاديمي ومختص بالفلسفة التي هي أم العلوم والتاريخ مثلما وصفها المفكر الدكتور عبد الحسين شعبان في تقديمه الجميل والمهم للكتاب, فإنه لايرضى بأنصاف الحلول أو تقديم رؤى مجتزأة.

فالصين صين "موشقى" بلد الملياري  نسمة وكل مايخطر على البال. لذلك كان لابد من سلوك كل الدروب والمسالك أيا كانت المخاطر التي تحملها بصرف النظر إن كانت طريق حرير أم رحلة على تنين حتى لو كانت مخالبه ناعمة. والعنوان الذي وضعه المؤلف ينطوي على دلالات مهمة تفصح عنها المقالات المتنوعة التي غطت كامل مساحة الصين تاريخا وجغرافية, واقعا ويوتوبيا. فبلد مثل الصين لايمكن النظر اليه من زاوية واحدة أيا كانت سعتها بل هو بلد متعدد في كل شئ تاريخا وثقافة وتنوعا عرقيا ودينيا وإجتماعيا وإن كان بأيدولوجية واحدة لكن جرى تطويعها لكي تتناسب مع طبع المواطن الصيني وطبيعته والتي بدت عبرها الصين قادرة على التنافس وبقوة.

وفي ضوء ماكنا نعرفه عن الصين بدء من رحلة العراقيين الشيخ جلال الحنفي والمفكر هادي العلوي مرورا ببطة المصري محمد حسنين هيكل البكينية التي وضعت أمامه على مائدة العشاء أثناء رحلته الى آسيا في كتابه "موعد مع الشمس" بالإضافة الى آخرين  كتبوا عن الصين, فإن كتاب الدكتور طه جزاع يأتي في وقت مختلف تماما جاء وصفه من قبله  بأنه شبيه بالساعة ماقبل الأخيرة التي هي "الساعة الخامسة والعشرون". وإذا كان قسطينين جورجيو مبدع تلك الرواية العظيمة التي سحر بها أبناء جيلنا أنا وطه ومن شايعنا قدم مقاربة في غاية الخطورة لمرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية, فإن الدكتور طه إجترح معالجة مختلفة       لطبيعة العلاقة بين أميركا والصين واللحظة الفارقة التي تمثلها موت الأرانب البيض لكن هذه المرة ليس بسبب صراع الشركات بل بسبب  كورونا المستجد الذي منشأه الصين. فلربما يقود الى صراع من نمط آخر يجعلنا نترحم على أرانب قسطنين جورجيو البيضاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك