المقالات

اشارات عابرة إلى الجانب السياسي عند الشهيد الحاج قاسم سليماني


 

د.محمد العبادي ||

 

ان مدرسة الثورة الإسلامية في إيران علمت الأجيال دروسا كثيرة وكبيرة عن قيادة الإسلام للحياة .

لقد تعرضت الثورة الإسلامية  منذ بزوغ فجرها والى يومنا المشهود إلى كثير من المؤامرات وقدمت كثير من التضحيات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من قوة وصمود ورقي وتقدم.

خلال أكثر من (٤١) عاما حصلت منعطفات حادة وتعلم منها الشباب المؤمن الغيور تجارب كثيرة ، وكانت كل حادثة تقع هي عبارة عن تجربة يستحلب معانيها أبناء الشعب الإيراني المسلم ويتحدثون عن أسبابها، وعن كيفية حصولها، وعن نتائجها على الصعيدين الداخلي والخارجي حتى اختزلوا التجربة .

لقد كان أغلب القادة العسكريون الذين ذهبوا إلى جبهات القتال هم من جيل شباب الثورة ، وكان الشهيد قاسم واحدا منهم حيث شابا في سن (٢٢) عاما وهو يقود فرقة ثار الله ٤١ ، وكان قد لاحظ وشاهد نمو التجربة المطرد للثورة الإسلامية ، وأخذت الأبعاد المختلفة العسكرية وغير العسكرية تختمر وتنمو وتتكامل في شخصيته ومنها الجانب السياسي .

ان الشهيد الحاج قاسم كان خبيرا بالسياسة وقد التقى بشخصيات سياسية وحزبية كثيرة في داخل ايران وخارجها ، وهو الذي استطاع بحنكته وتدبيره ان يقيم جسرا للعلاقات بين كثير من دول المنطقة فهو أحد مظاهر السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، لأنه شخصية محبوبة ومعتدلة له تأثير في الداخل الإيراني وفي الخارج ،وشخصيته تتجاوز الحدود الضيقة لمختلف الأحزاب والتيارات السياسية . أنه شخصية ذات نظرة مستوعبة ودقيقة للمسائل السياسية ، وفي تصريح لوكالة مهر للأنباء قال السيد عباس عراقچی معاون وزير الخارجية الايرانية عنه :( ان شخصية القائد سليماني مشهورة في تحليلها وادراكها الدقيق والصحيح للمسائل السياسية ، ونحن قد استفدنا منه ومن رؤيته في فتح ما استغلق أمامنا ، وله نظرات وآراء تحكي عمق درايته ونظرته للموضوعات المختلفة .).

وايضا ذكر السيد نصر الله أنه بعد لقاءات متعددة مع الحاج قاسم اكتشفنا أنه شخصية جامعة .

لقد شاهدنا الحاج سليماني كيف يجتمع مع بعض الشخصيات السياسية في العراق ويفشل مخطط التقسيم الذي ارادت أمريكا وربيبتها الصهيونية تطبيقه في العراق ؛ حيث أرادت أمريكا  من إنشاء داعش تقسيم سوريا والعراق ،وكانت رؤية الحاج قاسم سليماني شاملة لجميع أبعاد المخطط ، وتم افشاله بالقضاء على داعش الارهابية ، ثم تواطئت أمريكا والصهيونية على إجراء الاستفتاء في إنفصال الإقليم الكردي شمال العراق وضم محافظة كركوك إليه بالقوة ، وتحرك عند ذاك الحاج سليماني وبفضل حنكته وعلاقاته مع الأطراف العربية والكردية، وافشل المخطط الانفصالي الخبيث .   

لقد قام الشهيد الحاج سليماني بجهود مشهودة ومشكورة وربط بين شعوب المنطقة في محور واحد ، بعد أن كان الارتباط لا يتعدى الحدود العاطفية والتأييد الشكلي فيما بينها ، فولدت  حركات المقاومة التي لها أهداف وارضية مشتركة في الدفاع عن المنطقة وعن البلدان الإسلامية في وجه المشاريع الاستعمارية المشبوهة وفي وجه الإحتلال الإسرائيلي، وقد اعاد هذا القائد الفذ الاعتبار لشعوب المنطقة والبلدان الإسلامية والتي عملت القوى الاستعمارية للهيمنة عليها ونهب ثروات بلدانها .

نعم لقد تعاون مع تيارات المستضعفين في الأرض ، وبعث فيهم الروح ، وزاد في عزيمتهم ورفدهم بالسلاح وتقنياته .

ان الشهيد الحاج سليماني كان قد وحد جهود الأمة الإسلامية لتنطلق نحو أهدافها لتصبح خير أمة أخرجت للناس من خلال تعاونها وتآلفها وتآزرها وعندما استشهد اجتمعت حوله كل الأطياف السياسية وصنع ملحمة الوحدة داخل ايران وخارجها . نعم لقد كان الشهيد سليماني قائدا جمع النفوس وهو حي ، وقائدا وهو شهيد حيث أخذت الحشود تسير من بين يديه ومن خلفه .

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك