✍🏻 عبدالملك سام ||
لأولئك الذين يبتسمون في لؤم وهم يصافحون الإسرائيلي ظنا منهم أنهم رسوا في بر الأمان وأتوا بما لم يأتي به الأوائل ! لأولئك الذين طعنوا أخوانهم وأمتهم في الظهر وأعتقدوا أنهم بذلك سينجون من مصيرهم المحتوم ! لأولئك نقول بأن نواياهم السوداء وسوء اعمالهم هي ما جرتهم لهذا الهوان العلني والآمال الخائبة ، وما ضحكاتهم وأبتساماتهم ألا محاولة لإخفاء هذا الذل بضحكات مصطنعة ومرتبكة بينما الإسرائيلي يتكلم بكل ثقة ويتعمد أهانتهم علنا لأنه متأكد تماما بأن من يقفون أمامه ما عادوا رجالا .
بن زايد يعلنها صريحة : "أنا يهودي يا أغبياء ، فماذا أنتم فاعلون؟!" .. نحن في اليمن رأينا الزنار منذ سنوات ، ولطالما حذرنا مما سيحدث ، والكل يومها سخر منا ، بمن فيهم الأشقاء في فلسطين الحبيبة الذين لم يتوقعوا أن تصل الخيانة إلى هذه الدرجة .. الكل أتهمونا بالجنون ، فمن الذي يصدق أن عيال زايد وخليفة وآل سعود وثاني ....الخ بأنهم عيال مردخاي ؟! وقريبا سيعلنون أن القدس غير عربية ، وأن الفلسطينيين محتلين أشرار ، وأن قبة الصخرة بنيت ظلما فوق هيكل اليهود المقدس ، وربما أن اليهودية والأسلام هما وجهان لعملة واحدة .. لكن الموقف الإسرائيلي ثابت ، فهم شعب الله المختار ، ونحن العبيد عيال ...... !!*
على النقيض تماما نجد أن هؤلاء الأراذل يتكلمون بكل أستعلاء وخيلاء مع الفلسطينيين المنكوبين المظلومين ، وقد وصل الحال بهم إلى مطاردة وأعتقال القيادات الفلسطينية في الخارج ، والألتقاء بقيادات الموساد للتنسيق معها للتضييق أكثر على رجال المقاومة ، بينما نراهم من جهة أخرى يقومون بإجراءات "أنفتاحية" تهدف إلى تحويل بلاد الحرمين ودول الخليج إلى كازينوهات وبارات وشواطئ تعري تمهيدا لأستقبال أفواج السياح اليهود بعد أن منعوا أستقبال أفواج الحجيج ! فيما تقوم دول أخرى كالأمارات بألغاء عقوبة الزنا تمهيدا "لأنفتاح" سوف يجرجر شعوب الخليج إلى مستنقع الرذيلة والأمراض الجنسية والأجتماعية التي ستفتك بهذه المجتمعات .
إسرائيل لن تقف عند حد ، وتزامن إجراءات "الإنفتاح" هذه مع حملات التطبيع ليس محض صدفة بل هو جزء من شروط عملية العبودية الطوعية التي قبلها الخونة ، وقد أتت كتعبير عن فداحة الثمن الذي دفعه ويدفعه هؤلاء الحمقى عندما ظنوا بأنهم سيأمنون على عروشهم عندما يضعون أيديهم في يد الإسرائيلي اللعين ! فالأسرائيلي مصر على أذلالهم أكثر فأكثر ، وسيصل الحال بهم إلى قاع لا قرار له سوف ينتهي بأن يدفعوا رؤوسهم ثمنا لخيانتهم لأمتهم وشعوب المنطقة ، وعبر التاريخ لم يعرف عن اليهود أن ألتزموا بعهد ، ولكن من قال أن هؤلاء الخونة يجيدون القراءة ؟!
الشعوب لن تظل صامتة إلى الأبد ، ومجرد شرارة يمكن أن تؤدي إلى ثورات وأسقاط هذه الأنظمة المنتهكة لكل الشرائع والأعراف ، وقد رأينا ما يمكن أن يحدث من نهضة لدى شعوب تمادى حكامها في اذلالها واستحياء الأعراض وأنتهاك الحرمات وكانت أشد قوة ومنعة من هذه الأنظمة الكرتونية الفاشلة التي نراها اليوم ، وما شاه إيران وعفاش عنهم ببعيد .. لذا فالشعوب هي من يعول عليها لتغيير واقعها ، فالضرر الأكبر المترتب على خيانة الأنظمة يقع بالدرجة الأولى على هذه الشعوب التي مازالت واقفة وهي مصدومة بكل هذه الخيانة والسقوط ، ولكنها متى تحركت فلن يبقى للعملاء باقية من المحيط إلى الخليج .
(*) فقرة من مقال قديم .
https://telegram.me/buratha