سامي التميمي ||
توارث العراقيون عن أبائهم وأجدادهم ومنذ القدم واحدةمن العادات أن يتناولوا فطورهم الصباحي قبل الذهاب للعمل (بأكلات دسمة ) مثل الكباب والسمك وبعض المشاوي (والباچة) وهي عبارة عن رأس البقر أو الغنم وينظف ويطبخ بطريقة مطولة ومعقدة جداً . وأذا كان مستعجلا ً ( البيض مقلي أو مسلوق مع بعض الأجبان والمربيات وغيرها) . وعند العطل فتجد أغلب العوائل فطورها ذو أهمية خاصة فلاتخلوا السفرة من (القيمر العراقي ) مع الكاهي والصمون الحجري المشهور في أغلب مدن العراق .
من ذكريات الحصار اللعين على العراق الذي أشتد وبانت ملامحه على الناس بالعوز والفقر والغلاء والأستغلال .
كنا واقفين بالدور على (فرن) مخبز الصمون وكان قد تجاوز (50) شخصا دور للنساء ودور. للرجال .وأذا بأحد الشباب تجاوز الدور ووصل الى الشباك وتكلم بصوت عال وغطرسة مقرفة مع عمال المخبز قائلا : أعطني 10 صمونات أنا موظف في الأمن العام .
وقد سمعه الجميع وكنا ننظر له بأزدراء وأحتقار دون كلام .
حتى صرخت أمرأة عجوز مخاطبة له : رأفت الهجان عاش جاسوس (20) سنة في أسرائيل ليخدم قضيته ووطنه ولم يستطع أحد معرفته حتى مات .
وأنت من أجل 10 صمونات كشفت هويتك ونفسك للعالم ( يا للغسل ) وهذه كلمة توبيخ عراقية قديمة . حتى ضحك الجميع رغم الوجع والحسرة .
كنت أتساءل كيف تراجع الأمن وكيف تمكنت العصابات الأرهابية وعصابات المخدرات والجريمة المنظمة أن تعمل وتخترق وتؤسس لمقرات وخلايا وجيوش في العراق وبلداننا العربية . تهاجم وتستولي على أسلحة ومدن وتشرد وتقتل .
هكذا الأمن يفشل وينهار عندما عندما نلغي ونتجاوز وتتهاون على الأختصاص .
https://telegram.me/buratha