المقالات

الباكي معه في الجنة والشامت شريك في دمه

2268 2021-01-02

 

عدنان جواد ||

 

v    تقبلوا ما عبرت به في هذه السطور ونكون لكم من الشاكرين

 

الكثير من القادة اصحاب الاهداف النبيلة، ممن نذروا انفسهم لخدمة مجتمعاتهم، خلدهم التاريخ في صفحاته البيضاء، وادخلهم الله في واسع جنانه، اما بالتحرير من الاحتلال الغاشم او بالوقوف ضد العدوان ومساندة المستضعفين في الارض ، وتاريخنا يزخر بالكثير من القادة الشجعان الذين نذروا انفسهم لخدمة الاسلام والمسلمين والوقوف بوجه الظلم والطغيان، من الحسين عليه السلام الى  زيد الثائر، والى عبد القادر الجزائري والحبوبي وثورة العشرين ، والامام الخميني في ايران ، والثائر في كل مكان فيه ظلم محترم ومقدس،  كما في جيفارا الذي وقف ضد الهيمنة الاستعمارية وتحطيم الشعوب في امريكا اللاتينية  .

ان القائد الذي نذر حياته لمواجهة اعتى إمبراطورية في العالم، فلديه القدرة على المواجهة في كل الميادين، وقد افشل العديد من المخططات الصهيو امريكية في المنطقة والعالم، صحيح ان روحه المطهرة حلقت الى السماء وعانقت ارواح الشهداء الزكية.

وصحيح ان خسارة الجنرال والمهندس كبيرة لا يسد مكانهما احد، لكن هذا المحور لا يخلو من القادة، الذين جعلوا اسرائيل تعيش الاستنفار وفي كافة الجبهات بعد ان كانت تفكر بضم اراضي جديدة لحدودها، هذا القائد جعل الضعفاء اقوياء يمتلكون زمام الامور ، امتلكوا عوامل القوة في الرد على الاعداء، ففي اليمن اشعلت ثورات بداعي الديمقراطية والحرية حالها كحال الربيع العربي.

 ولكن عندما ظهرت ارادة الشعب بشكل مغاير لتوجهات امريكا واسرائيل وعملائهم من دول الخليج، تحركت امريكا وبتمويل خليجي اماراتي سعودي لتكوين حلف ضد اليمنين، وقد صرح القائد آنذاك بان الانتصار سوف يتم خلال اسابيع.

 وهاهي السنوات تمر ورغم امتلاك السعودية وحلفاؤها احدث الاسلحة الحربية يعانون الانكسار والهزيمة، وانصار الله القوة والعزيمة والانتصار، انه فكر القائد سليماني وعمله الميداني، وحماس والجهاد الاسلامي في فلسطين وغيرهن من الحركات الفلسطينية المقاومة التي كانت لا تمتلك غير الاسلحة الخفيفة والمتوسطة ، اصبحت لديها صواريخ دقيقة الاصابة ، تفرض ارادتها في وقف او تصعيد الهجمات ، مما خلق موازنة للرعب، وما حدث في لبنان وكيف تم طرد اسرائيل من جنوب لبنان عام 2006وهي تمتلك احدث الاسلحة في العالم، وما وصل اليه حزب الله من القوة والعزة والرفعة.

وما حدث في سوريا من فوضى ، ولو تركت لوحدها لكانت اليوم تحكمها العصابات الدموية التكفيرية التي تجيز الذبح وسبي النساء، فكان في الخطوط الامامية الى ان عادت سوريا لوضعها الطبيعي وكيانها كدولة محترمة.

 وما في العراق فما حدث مؤامرة كبيرة، فاصبح ساحة لتصفية الحسابات، اشتركت فيها الدول العربية الخليجية بأموالها وانتحاريها، فأدخلت القاعدة بزرقاويها الاردني وابو ايوب المصري، والولاة الذين كان اغلبهم من قادة الجيش البعثيين فقتلوا الكثير من الابرياء، وبعدها تم ادخال داعش ببغداديها وسعوديها وشيشانيها ومن اكثر من 80 دولة، حتى اسقطت المحافظات الغربية بيدهم واصبحوا على مشارف بغداد.

ولولا الفتوى المقدسة وجنرالها ومهندسها وابناء الوسط والجنوب، لكانت بغداد اليوم مرتعا للقتلة وسفاكي الدماء اصحاب الفكر المنحرف، ان ساسة العراق فشلوا في تأدية الدور المطلوب منهم تجاه شعبهم، وانهم يأخذون التعليمات من امريكا التي لم تقدم اي شيء ايجابي للشعب العراقي فقط اسقطوا صدام لكنهم تركوا البلد يعيش الفوضى والدمار والصراعات، فهي من جلب الساسة الفاسدين، ولم تطور القدرات الصناعية ولا العسكرية للعراق.

 ورغم هذه التضحيات، يأتي اغتيال قادة النصر على الاراضي العراقية، وليس هذا فقط ومع الاسف الناس في الغرب والشرق تنعى استشهاد القائد سليماني وهي حزينة، وهناك البعض من اقزام العرب وقنواتهم الفضائية ترقص وتغني فرحاً، وسوف يبكون كثيراً في قادم الايام، وما يزيد الالم والحزن البعض من اقزام الشيعة يهللون فرحين، ولا يعلمون انهم مجرد ادوات وقرقوزات، يتم استغلالهم لفترة وبعدها يتم اعادتهم لوضعهم السابق كما كانوا مجرد وكلاء امن واعضاء فرق يطرقون الابواب لقواطع الجيش الشعبي او لجمع التبرعات او كتابة التقارير على ابناء مناطقهم واهلهم.

 فألى الشامتين والفرحين انكم مع القتلة في قعر جهنم، روي عن الامام الصادق عليه السلام انه قال لابي ولاد الكاهلي: (اريت عمي زيداً؟ قال: نعم رايته مصلوباً ورأيت الناس بين شامت حنق وبين محزون محترق ، فقال عليه السلام: اما الباكي فمعه في الجنة واما الشامت فشريك في دمه.)

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك