المقالات

السيد السيستاني بدا ببناء الدولة من الصفر حتى المظاهرات


 

سامي جواد كاظم ||

 

الدولة العراقية اصبحت على شفى حفرة الهاوية عندما سقط الطاغية ودخلت القوات الامريكية لتحكم العراق بتنصيب بول بريمر والذي اصدر اوامر فككت الدولة العراقية ساعده على ذلك عمليات السلب والنهب والحرق التي تعرضت لها مفاصل الدولة ( وزارات ومؤسسات) مما جعل البلد بلا السلطات الثلاث والحاكم المطلق فيها بريمر .

كانت امريكا تسعى ان تجعل العراق وفق الرؤيا الامريكية الا ان السيد علي الحسيني السيستاني هو الرجل الاول الذي بدا بوضع اسسا سليمة لبناء دولة عراقية عصرية مدنية وفق رؤيته التي هي من صلب رؤية اهل البيت عليهم السلام في حفظ حقوق الانسان تحفظ هوية العراق والعراقيين وجعل الشريعة الاسلامية مصدر التشريعات وقد فوت الفرصة على امريكا في تنفيذ مخططاتها في العراق .

احرج واخرج الامريكان بادواتهم جاءوا يطبلون للديمقراطية والانتخابات فتمسك بها السيد وبقوة وطالب باجرائها على وجه السرعة ولم تتوقع الادارة الامريكية ذلك وتشبثت بالامم المتحدة لان تعرقل اجراء الانتخابات ، تمسك السيد السيستاني بالانتخابات وان يكتب الدستور بايد عراقية وترحل القوات الامريكية من العراق ، ومن ثم بدات توجيهاته للطبقة السياسية في ادارة البلد والابتعاد عن المحاصصة التي رسخها بريمر في الادارة العراقية ولم تكن الطبقة السياسية موفقة في الالتزام بهذه النصيحة المهمة جدا .

توالت البيانات وخطب الجمعة التي تلقى من على منبر الصحن الحسيني الشريف لبناء دولة عصرية دينية مدنية حضارية ترعى كل العراقيين وكل خطابات السيد كانت توجه للعراق والعراقيين ولم يذكر ديانة او طائفة او قومية وقد توافد عليها مختلف شرائح المجتمع بدياناتهم وطوائفهم وقومياتهم ولم يفرق بين الكتل السياسية ، فكانت اغلب مفردات خطب الجمعة بين الثناء والتنبيه والتحذير فقد اكد على الاعمار والاصلاح والاقتصاد والجانب العسكري والابتعاد عن الفساد والمحاصصة وحتى اكد على منع التدخلات الخارجية من اية دولة كانت ، اكد على المشاركة الواسعة في الانتخابات ، الابتعاد عن المحسوبية والاعتماد على الكفاءات وحفظ هيبة الدولة ، وكل ما يرتقي بالدولة العراقية ، وانتكس العراق بسقوط ثلاث محافظات وكان السيد لهم بالمرصاد فجاءت فتوى الجهاد الكفائي لتعيد للعراق استقراره وامنه وتنتصر القوات المقاتلة الحكومية والمتطوعين على داعش ، وبعد الانتصار اعاد الخطاب بالالتفات الى محاربة الفساد وان العدو سوف يلجا الى اساليب خبيثة اخرى ، ونكرر لم تكن الطبقة السياسية موفقة

وجاء دور الشعب العراقي ليكن سلاحه المظاهرات ، وهنا ايضا جاء دور المرجعية ليدعم المظاهرات ويجعلها ايضا عصرية وحضارية وملتزمة بثوابت الدولة ، وبدا بتوجيه نصائحه الى المتظاهرين والحكومة كذلك من خلال (15) خطبة بدات في 25/10/2019 وانتهت في 7/2/2020 بداها بتشخيص اهم سلبيات الحكومة التي تحتاج الى معالجة وهي السبب الرئيسي للمظاهرات ، واكد كثيرا على سلمية التظاهر ، وكانت نصائحه للقوات الامنية والمتظاهرين من اجل تجنب الاحتكاك فقد وردت كلمة الامنية (25) مرة بين احترام القوات الامنية وعدم الاعتداء عليها وبين تنبيه القوات الامنية بعدم الاعتداء على المتظاهرين وحفظ سلامتهم وامنهم، وردت كلمة سلمية (23) مرة حتى يبعدهم عن العنف التي وردت (18) مرة ، واما كلمة قانون ودستور واصلاح فقد وردت ( 48) مرة ليؤكد على هذه المفردات التي هي طريق السلام والاستقرار للعراق، وقد ذكر البلد والعراق والدولة (76) مرة يؤكد على هيبة الدولة والعراق والبلد وعدم المساس بهم والتفريق بين الحكومة والدولة .

وبعد تازم الوضع وسقوط ضحايا والتنديد بذلك جاءت مطالبة المرجعية لاهم نقطتين هما طريق الخلاص انتخابات مبكرة وفق قانون جديد يضمن حق الفائز ومفوضية انتخابات بعيدة عن المحاصصة فهذا مفتاح الطريق والحل الصحيح للخروج من ازمات البلد فذكر ذلك (12) مرة وذكر كلمة الشعب في خطابه ( 31) مرة واكد على الحفاظ على الممتلكات التي ذكرها ( 12) مرة ، وحذرهم من التخريب والاعتداء والفوضى فذكرها ( 40) مرة، وهنالك نقاط مهمة اشارت لها المرجعية ضمن خطبها ومنها ميزوا الصفوف ابعدوا الغرباء ، محاكمة القتلة والتعزية باستشهاد ابطال الانتصار ( ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني والمرافقين لهم)

واخيرا لم تات النتائج بما يتمنى السيد وامله بالله عز وجل قوي على ان ينفذ ما وعد به رئيس الوزراء من تغيير قانون الانتخابات واجراءها باكرا

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك