عدنان علامه ||
الرئيس ترامب هو أكثر الرؤساء جدلاً في العالم وفي تاريخ أمريكا. فخلال فترة حكمه شهد العالم مفاجآت على كافة المستويات؛ فانسحب من عدة معاهدات دولية كان أهمها الإتفاق النووي، الإنسحاب من جمعية حقوق الإنسان ومعاهدة الصواريخ النووية مع روسيا. واستهل ترامب عهده بفرض الأتاوات والخوات على طريقة زعماء المافيا على السعودية مقابل حماية عرشهم. وباع القيم الإنسانية والقانونية ومبادئ العدالة في قضية مقتل خاشقجي مقبال المليارات. فدافع بشكل مستميت عن بن سلمان للحفاظ على صفقات السلاح معه بغض النظر عن يقينه بإستعمالها لقتل الشعب اليمني.
ولا بد من الإشارة بأن أمريكا تدخلت بشكل سافر في دول محور المقاومة تحت مسميات مختلفة بين الربيع العربي ومحاربة الإرهاب أو الفساد. ووصلت به الوقاحة إلى الإعتراف بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو رئيسا للجمهورية ونزع الشرعية عن الرئيس المنتخب شرعياً نيكولاس مادورو. وحاول ترامب إسقاط النظام في إيران، العراق، سوريا ولبنان لكنه فشل.
وقد كشفت تصرفات ترامب خلال فترة حكمه شخصيته غير المستقرة نفسياً وذهنياً. وقد أعلنت مجموعة من الأطباء النفسيين في أمريكا عدم أهليته للإستمرار في الحكم.
ولا بد من الإشارة إلى بعض الصفات التى عكست تصرفاته ومنها :- متغطرس، مستبد، كاذب، عنصري، متكبر، لا يحترم الإتفاقيات والعهود، عنده جنون العظمة، مزاجي وأصبح يعاني من متلازمة "سوبرمان" بعد "مسرحية" إصابته بالكورونا. وقد إنعكست سلبيات هذه الصفات أثناء إعلان نتائج فرز الأصوات الإنتخابية؛ حيث وصلت به غطرسته وجنون عظمته إلى إعلان نفسه فائزاً داعياً إلى وقف الفرز. ولما استمر الفرز وتراجعت حظوظه في الفوز إدعى تزوير الإنتخابات وسرقة النتائج دون تقديم أي دليل. ومع ذلك ظل بعتبر نفسه فائزاً وأن 75 مليون شخصاً قد إنتخبه. وبهذا كانت الضربة القاضية للقيم الأمريكية حول نزاهة العملية الإنتخابية. وحين أعلنت اللجنة الإنتخابية فوز بايدن رفض النتيجة معلناً بأنه الفائز وبذلك كانت بداية عصيان ترامب على الدستور الأمريكي. وخطط لتنفيذ الإنقلاب بإحتلال مبنى الكابيتول بتاريخ 06/06 /2021 متزامناِ مع توقيت إنعقاد جلسة المصادقة على نتيجة الإنتخابات. فبدأ بتحريض أنصاره بكافة الوسائل والسبل والخطابات الرنانة.
ووصل التحريض إلى ذروته حين دعا أنصاره إلى عدم السماح بالمصادقة على "سرقة الإنتخابات" حسب تعبيره وكاتت هذه كلمة السر لإقتحام مبنى الكابيتول لتعطيل إنعقاد جلسة المصادقة على فوز جو بايدن بأغلبية 306 صوتاً مقابل 232 صوتاً نالها ترامب. وحصل المحظور وتم إقتحام مبنى الكابيتول وتحطيم معظم محتوياته. وتدخلت القوات الفيدرالية وبدأت بملاحقة كل من ظهرت صورته داخل مبنى الكابيتول وقد أطلق عليهم مكتب التحقيقات الفيدرالي "مثيري الشغب". وقد عمم المكتب العديد من الصور طالباً من المواطنين الإبلاغ عنهم.
وفي المقابل تعالت الأصوات في مجلس والمطالبة بعزل ترامب فوراً، وقد وقع 280 نائباً عريضة لعزل ترامب الذي إعتبرته رئيسة مجلس النواب السيدة نانسي بيلوسي رجلاً خطيراً ولا يمكن ان بستمر في الحكم. ويرى بعض القانونيين بأن هناك توجه لمحاكمة ترامب بالتحريض على التمرد والعصيان.
فترامب قد رفض نتائج الإنتخابات وحرّض على العنف وإقتحام مبنى رمز السلطة والحرية والديمقراطية في أمريكا؛ وبالتالي فقد تحدى الدستور وقيم الحرية والعدالة في امريكا.
وفي المحصلة سيكون يوم غد الإثنين 11/01/2021 يوماً استثنائياً في أمريكا لأنه سيتم تقديم طلب عزل ترامب، وهناك دعوة لترامب بالإستقالة للحد من الخسائر الجسيمة التي أصابت القيم الأمريكية التي كانت أمريكا تروجها بأنها المثل الأعلى الذي يجب الإقتداء به.
فسوء أعمال ترامب وضعته بين مطرقة العزل وسندان الإستقالة ؛وقد تكون مقصلة توجيه الإتهامات الجنائية له سابقة للإحتمالين.
وإن غداً لناظره قريب
10/01/2021
https://telegram.me/buratha