المقالات

عن "الصحة" وجيشها الأبيض العظيم  

1314 2021-01-11

 

حمزة مصطفى ||

 

لم تكن المواجهة ضد وباء كورونا مجرد معركة بل كانت حربا عالمية. فهي شملت العالم أجمع, وفتكت بأرواح نحو مليوني إنسان وأصابت أكثر من  88 مليونا . سياسيا وإقتصاديا غيرت الكثير من قواعد التعامل العالمي. أسقطت ترمب فهزت الديمقراطية الأميركية, وجاءت ببايدن الذي سيتعين عليه ترميم "البيت الأميركي".

عراقيا لم نكن بمعزل عن الجائحة. خشينا تداعياتها لأننا  لانملك منذ عقود نظاما صحيا بمقاييس أنظمة صحية في دول أخرى من بينها كبريات الدول التي بقيت "تزامط" بما لديها من  بنى تحتية في المجال الصحي. سقطت تلك الأنظمة تحت سنابك خيل الجائحة,وأنتظرنا أن نسقط نحن بل "نروح بالرجلين" حتى هناك من راهن أن جثث موتانا ستنتشر في الشوارع بسبب عدم قدرة مشافينا على الإستيعاب فضلا عن عدم توفير العلاجات المناسبة.

ولأننا لانثق في مؤسساتنا فلم نكن نتوقع أن وزارة الصحة عندنا سوف تحشد كوادرها من أطباء وممرضين وكوادر صحية وكل مايندرج تحت مسمى "الجيش الأبيض" لكي يخوضوا بجدارة الحرب ضد كورونا. حصل  ذلك في وقت لم نلتزم نحن المواطنين بأي تعليمات أصدرتها الوزارة. بل وقفنا مع الجائحة ضد الصحة وكوادرها. فسخرنا من الكمامات, وزدنا من التقارب الإجتماعي بدلا من التباعد. وحين فرض حظر التجوال ظهر أن سكان العراق البالغ عددهم 38 مليون نسمة يملكون 40 مليون باج يمسح لهم بالتجوال.

الآن بدأت تنحسر عندنا أعداد الإصابات بالوباء. يحصل ذلك في وقت مازالت فيه تسجل أعلى المعدلات في دول متقدمة في المقدمة منها الولايات المتحدة الأميركية وربما كل أوروبا. السؤال .. لماذا كنا نهاجم وزارة الصحة وكوادرها حين بلغت الأعداد 5000 يوميا ولا نشيد بها وبدأت نتائج المسحات الموجبة تهبط نحو بضع مئات؟ الإنصاف يقتضي الإشادة بما حققه الجيش الأبيض. فهؤلاء لم يكونوا مجرد مقاتلين على جبهات قتال الجائحة فقط, بل كانوا من أوائل المضحين بالأرواح وبالآلاف. فلقد خسرنا عشرات الأطباء الكبار الذين يصعب تعويضهم إن كان على مستوى التخصصات أو الإمكانيات. كما خسرنا الآلاف من الكوادر الصحية التمريضية والإدارية. ماكان يمكن أن يحصل ذلك لو لم يكونوا جميعا في الخطوط الإمامية.. حرصا وكفاءة وغيرة.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك