المقالات

الإعلامُ المُزيَّفُ والمُضلِّلُ

1514 2021-01-12

 

أ.د. عليّ الدّلفيّ ||

 

إنَّ السّيطرةَ على العقلِ الجمعيّ (Ia masse) أو علىٰ الرّأي العامّ باتتْ في أساسِ كلِّ الإعلامِ الفضائيّ والرّقميّ الخليجيّ أو المدعومِ خليجيًّا؛ وهو قَدْ أصبحَ أكثرَ أهمّيّةٍ في المجتمعاتِ العربيّةِ المؤدلجةِ حيث الطّاعةُ بالسّوطِ!

لَقَدْ سيطرَ أمراءُ النّفطِ وتجّارُ الحروبِ علىٰ وسائلِ الإعلامِ وفرضوا نظريةَ (فنِّ الكذبِ في الإعلامِ) مِنْ أجلِ إخفاءِ الحقيقةِ وترويجِ الأكاذيبِ لأهدافٍ دَنِيْئَةٍ؛ فَقَدْ بدتْ وسائلُ الإعلامِ العربيّ الفضائيّ والتّواصلِ الاجتماعيّ العربيّ الرّقميّ كأهمِّ حاملٍ للدّعايةِ السّياسيّةِ والمذهبيّةِ على السّواءِ؛ وقد نجحتْ إلى حدٍ بعيدٍ؛ في إمرارِ أفكارٍ سياسيّةٍ؛ أو مذهبيّةٍ؛ وحجبِ أفكارٍ أخرى. وهي إذْ تكتسبُ أكثرَ فأكثرَ مجالاتٍ أوسعَ من الحريّةِ وفضاءاتٍ أرحبَ من حرّيةِ التّعبيرِ؛ إلّا أنَّ ثَمّةَ من لا يَرى فيها أكثرَ مِنْ مطيّةٍ لأمراءِ النّفطِ وتجّارِ الحروبِ والسّياسيّينَ الطّائفيّينَ والشّخصيّاتِ (العميلةِ) الفاعلةِ عربيًّا التي تقرّرُ ما تراهُ عِبْرَ هذهِ الوسائلِ بحيث تتحوّلُ إلى حاملٍ للخطابِ السّياسيّ الطّائفيّ ومدافعٍ عنهُ حتّى ولو لم تجاهرْ بالأمرِ؛ وهذهِ الوسائلُ واعيةٌ وداعمةٌ لهذهِ الدّعايةِ! وهي من تخلقُ الحدثَ أو تعطيهُ بُعدَهُ الأوسعَ في أوساطِ الرّأي العامِّ العالميّ عمومًا؛ والعربيّ خصوصًا؛ وفي داخلِ المُجتمعاتِ المؤدلجةِ وغيرها؛ فيصبحُ صاحبُ القرارِ مضطرًا إلىٰ الخصوعِ لسطوةِ الإعلامِ والسّيرِ في رِكبهِ؛ ولعلَّ تجربةَ قنواتِ: (العربيّة؛ والعربيّة الحدث؛ والحرة الأمريكيّة)؛ وقنوات الفتنة: الشّرقيّة؛ ودجلة؛ والرّافدين؛ والتّغيير؛ والفلوجة... إلى آخرهِ. كانتْ لافتةً في العراقِ مُنْذُ سقوطِ النّظامِ السّاقطِ وإلىٰ يومنا هذا!

فَقَدْ كانَ لهذهِ القنواتِ الدّورِ الرّئيسِ في تأجيجِ الفتنةِ والطّائفيّةِ وتهشيمِ أُسسِ المُجتمعِ العراقيّ؛ وقد لعبتْ دورًا في صناعتها للرّأي العامِّ؛ أسهمَ في تحطيمِ أواصرِ المُجتمعِ العراقيّ وتسليطِ الضّوءِ علىٰ الجوانبِ السّلبيّةِ حصرًا في محافظاتِ الوسطِ والجنوبِ العراقيّ.

وإنَّ حملات (البروباغندا) التي قادتها هذهِ القنواتُ؛ ووسائلُ الإعلامِ الرقميّ المؤدلج؛ مارستْ رأيًا عامًّا مقبولًا لدى (الأغلبيّة!!) وَقَدْ تمَّ توظيفُ ذلكَ لمصالحِ الدّولِ الخليجيّةِ ومن يدعمها من أجلِ الضّغطِ علىٰ العراقِ سياسيًّا وتوجيههِ بحسبِ مصالح تلكَ الدّولِ!

ومن مصاديقِ ذلكَ ما تقومُ بهِ هذهِ القنواتِ؛ وبالأخصِّ قناة (الحرّة الأمريكيّة) المُدارة إماراتيًّا؛ يوميًّا؛ بشأنِ المجتمعِ العراقيّ وتفصيلاتهِ؛ وكيف وجّهتْ إعلامَها؛ وأدارتْ بأصابعها الاتهام نحو ثقافةِ مجتمعنا وفكرهِ وتقاليده من أجلِ تحطيمِ أسسِ المجتمعِ وتفكيكِهِ... وهذهِ بمثابةِ (بروباغندا) اتقنتْ أدواتها هذهِ القنواتُ المؤدلجةُ سياسيًّا وطائفيًّا؛ وبطبيعةِ الحالِ ستستمرُّ؛ ولذا واجبٌ على مجتمعنا أنْ يعيَ حجمَ الدّسائسِ والتّضليلِ الذي تمارسهُ هذهِ القنواتُ من أجلِ خدمةِ مشاريعَ خطيرةٍ ضدَّ العراقِ وسيادتهِ ونظامهِ السّياسيّ.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك