المقالات

الفوضى المعرفية في مواقع التواصل الاجتماعي!

1475 2021-01-14

 

زينب فخري||

 

يتفق الجميع أنَّ التراكم المعرفي سمة ايجابية، وهو أمر ضروري؛ فقد يسهم بخلق وانتاج مسار جديد للمعرفة الإنسانية وتحقيق إنجازات فعلية. ويتميز الفرد ذو التراكم المعرفي بالقبول والعلمية والموضوعية في الطرح والبحث، وتتسم المجتمعات التي تستفيد من تراكمها المعرفي أو التراكم المعرفي العالمي بقدرتها على تغيير واقع حالها الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي وغيره؛ لأنَّ الأصل في مفهوم التراكم المعرفي هو القدرة على انتاجها وحفظها وتيسير سبل تناقلها.

لكن هذا التراكم المعرفي قد يولد إشكالات أو خللاً ما، من أبرزها:

أوَّلاً: يتمثل في كيفية توظيف هذه المعرفة على أرض الواقع لخدمة البشرية وتطورها؛ فالذي يحدث أنَّها غالباً ما يتم تداولها بعيداً عن الواقع.

ثانياً: قد يخلق التراكم تخمة معرفية أو تضخماً معرفياً، أي أنَّ التحصيل المعرفي لقضية ما يصبح أكبر من القدر المطلوب للشخص المعني بالمعرفة، وهي من الظواهر التي انطلقت متزامنة مع عصر توفر المعلومات بيسر عبر الوسائط الإلكترونية. وتشير الإحصاءات إلى أنَّ المعلومات العامة تتضاعف كلّ سنتين ونصف ممَّا يؤدي إلى فقدان النقد والتحليل حيث أنّ تخمة المعلومات وطريقة العرض لا تتيح الفرصة لوضعها في ميزان التقييم أو معارضتها.

فبالتالي قد تتسبب التخمة المعرفية بما يلي:

-        عدم إضافتها لتعلم جديد ومعرفة جديدة.

-        تؤدي إلى حدوث ما يسمَّى بالفوضى المعرفية.

فالفوضى المعرفية ناجمة عن تدفق كمية مفرطة من المعلومات بشأن مشكلة ما، ممَّا يجعل حلّ تلك المشكلة أكثر صعوبة، بسبب نشر التضليل المعلوماتي والشائعات المرافقة لهذا التدفق لاسيما في الأزمات وأثناء فترة الطوارئ كما حدث في الأزمة الصحية العالمية (فايروس كورونا)، وهذه الفوضى ستعيق الاستجابة الفعالة؛ وتؤدي إلى حالة من الارتباك وعدم الثقة عند الناس. وتُظهر الأبحاث أنَّ كم المعلومات وشدَّة تدفقها غير القائم على الأدلة عبر منصات التواصل الاجتماعي كان سريعاً ومحموماً وبوتيرة أعلى من انتشار الموثوق منها عبر المنصات نفسها.

لقد أتاحت وسائل التواصل للجميع قول ما يريدون ونشر ما يريدون، وفتحت تلك الوسائل نوافذ المعرفة بكافة أشكالها بحيث أصبح امتلاك المعلومة متاحاً للجميع وطرحها متاح للجميع دون قيد التخصص والممارسة، كما أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي لم تقتصر على أنّها آلية نشر وكسب معلومة بل أصبحت مرجعاً فكرياً وثقافياً للمعرفة، وهذا الأمر صنع ثقافة الفوضى، وفوضى الثقافة.

إذ إنَّ العالم الافتراضي لا يراعي سلّم الأولويات في البناء الثقافي، فالشخص عليه أن يراعي تخصصه الذي اختاره أو دائرة الحركة والتأثير التي يسعى لها أو يتصل بها ويحدد مساره بعيداً عن الفوضى المعرفية أو العشوائية، وهو ما يضبط بوصلة التوسع المعرفي وإلا سيكون المنتج المعرفي أو الثقافي هشّ تغلب عليه السطحية والسذاجة..

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك