منهل عبد الأمير المرشدي ||
في قصة جميلة من الأدب التشيكي وجدتها تحاكي واقعنا المرير وليلنا الطويل وبؤسنا الشامل ولا تحتاج للشرح او الربط والدلالة او المعنى والأشارة اسردها بتصرف واختصار حيث جاء فيها إن هناك غابة من بين الغابات التي اصابها الإهمال والمرض والفوضى تم الإعلان فيها عن درجة شاغرة في قسم الإعلام والعلاقات بوظيفة أرنب .
لم يتوفر في حينها أرنبا عاطلا عن العمل ولم يتقدم أحد للوظيفة غير دب صغير كان يشكوا الخمول والفقر تنكر بزي ارنب وقدم للوظيفة فتم قبوله وصدر أمر بتعيينه!!
استلم الدب المتنكر وظيفته في مديرية الأعلام والعلاقات في الغابة إلا انه لاحظ أن في الغابة أرنباً يعرفه من ذي قبل يعمل بدرجة وظيفية هي (دب) ويحصل على راتب ومخصصات وعلاوة دب، أما هو فكل ما يحصل عليه راتب قليل كونه مخصصات أرنب علما إن الرواتب في الغابة تعطى على أساس الطول وحجم الكرش وضخامة الرأس .
تقدم الدب المتنكر بزي الأرنب بشكوى إلى أمين عام الإدارة الذي قام بتحويل الشكوى إلى ادارة النزاهة العامة وتشكلت لجنة من الأسوود للنظر في الشكوى حيث تمّ استدعاء الدب والأرنب للنظر في القضية.
طبعا لا يخفى على الجميع كم تأخذ اللجان من وقت طويل بين اللتي واللتيا حتى جاء يوم اللقاء فطلبت اللجنة من الأرنب أن يقدم أوراقه ووثائقه الثبوتية فكانت كل الوثائق تؤكد أن الأرنب دب.
ثمّ طلبت اللجنة من الدب أن يقدم أوراقه ووثائقه الثبوتية فكانت كل الوثائق تؤكد أنّ الدب أرنب! بعد انتظار استمر لأكثر من ثلاث سنين صدر قرار اللجنة بعدم إحداث أي تغيير لأن الأرنب هو دب والدب هو أرنب بكل المقاييس والدلائل التي توفرت قانونيا ودستوريا لدى اللجنة .
لم يستأنف الدب المظلوم قرار اللجنة ولم يعترض عليه ووافق ورضي بالمقسوم بعدما تبيّن له إن لجنة "الأسوود"هي أصلًا مجموعة من "الحمير" وكل أوراقهم تقول إنهم أسود .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha