قيس النجم ||
دراما السياسة في العراق، تجيد التمثيل على مسرح الحياة، وهي أكثر براعة من أي إنسان أخر، فلا تترك حقلاً يانعاً، إلا ولوثته يداها القذرتين، وحولته الى ارض قاحلة، لا ينبت بها زرعٌ، او يعيش فيها كائن حي، حتى أمسى وطناً يسكنه القلق، وحصاده الدموع، وحلماً يحاول الطارئون تحقيقه، بعملة قديمة لا يتعامل بها أحد بعد الآن، فقد كره العالم الذباب والعسل في وقت واحد، لأن متعة قتل الإنسان وتجويعه وتهجيره، أصبحت الغاية التي تعيش من أجلها الحكومات.
بعض الساسة مع كل أسف يملكون، العادات السبع لأكثر الناس غدراً وبغضاً: الخوف من التغيير، والتشكيك بالنوايا، والطمع والحسد والغيرة، والطائفية وإثارة الفوضى.
إن وضع هؤلاء الفاشلين الفاسدين من الساسة، يذكرني بلينوس كراسوس الذي يمتلك عدة عربات لسقاية سكان الأحياء الفقيرة في روما، رجل كان الجميع يهرع اليه في حال العطش، أو في حالة حدوث الحرائق، ليساعدهم في إطفائها، ولكنه كان يشترط شراء المنازل المحترقة بثمن بخس، قبل الشروع بالإطفاء، وبهذه الطريقة الإنتهازية إستولى على عشرات المنازل، وصار عنده فرقة لإطفاء الحرائق مكونة من (500) رجل بكامل تجهيزاتهم، وبهذه الطريقة حكومتنا أستغلت التقشف في الميزانية، من خلال الاسراف على الرئاسات الثلاثة، متناسية بان الشعب يعاني الامرين، غلاء بالمعيشة وقلة السيولة!
الحقوق والمطالب المشروعة للشعب، تعتبر مأوى آمن للكرامة لا حدود له، وأن المبادئ تحتاج الى التضحيات لتسمو في قلوب المحرومين، الذين يتمنون مستقبلاً زاهراً لأجيالهم القادمة، في زمن لا يختلف فيه صناع الموت وتجار الحروب، عن الحكام المستبيحين لدماء الأبرياء، وفاقدي الضمير برغباتهم الشيطانية، في السيطرة والإستحواذ على كل شيء، والتحكم بمصيرنا كيفما شاءوا، لذا أوقفوا طغيانكم، وأمنحونا حقوقنا، نريد أن نبني الوطن!
يا مَنْ تسلطتم على رقاب الناس، كونوا على يقين بأن الجثث ستنهض من سباتها الثوري، فتصدع الحناجر بما تؤمر وتعرض عن الجاهلين، ويكف المستبدون عن سلب الحياة من ساكنيها، فالأحرار ينتزعون حقوقهم، رغم الطريق المحفوف بالمخاطر والمصاعب، والعقل المملوك لغير صاحبه، جمود لا ينفع المستقبل، ولا يصنع التغيير، فللحرية ثمن.
ختاماً : عندما تعشق الحكومة شعبها الى حد التجويع، ستجد ما لا يخطر ببالها، فــــأبناء الرافدين لا ينامون على الضيم، أنهم صابرون محتسبون لفترة، ولكنهم مؤمنون بان قطع الاعناق ولا قطع الارزاق، فكونوا على حذر أيها الفاسدون.
https://telegram.me/buratha