المقالات

ليس إعفاء القادة الأمنيين هو الحل

1202 2021-01-22

 

حسين القاصد||

 

كلما حدث خرق أمني سارعت الحكومة لاعفاء بعض قيادات الشرطة الاتحادية الماسكة للمنطقة وبعض القيادات الأمنية.

لكننا بعد العدوان الإجرامي على قلب العاصمة بغداد سمعنا بإعفاء عدد كبير من القادة الأمنيين في الاستخبارات والشرطة الاتحادية؛ وفي استعراض بسيط لعمل القادة الذين تم اعفاؤهم، نجد أن العراق منذ اندلاع تظاهرات تشرين وحتى في الزيارة الاربعينية التي جرت مرتين خلال تظاهرات تشرين، لم يشهد أي خرق أمني على الرغم من الحشود الجماهيرية، فضلا عن تجريد رجال الأمن من سلاحهم لكي لا يضطر رجل الأمن فتح النار دفاعا عن نفسه؛ ومع ذلك كله لم يحدث أي خرق أمني بحجم الذي حدث في ساحة الطيران.

لا يرى المواطنون أي تقصير أمني في خلية الصقور، وقد يتساءل المواطن البسيط عن الجديد الذي يؤهل رائد جودت لقيادة الشرطة الاتحادية من جديد وما سبب اعفائه ودواعي عودته.

ليس بالتغييرات الأمنية وحدها يستتب الأمن، فأغلب الجرائم الإرهابية تكون ذات طابع سياسي، ولو كانت هذه الجهات الأمنية جميعها مقصرة لما تمكن رئيس الوزراء من تناول الغداء في أحد المطاعم العامة بقلب بغداد، وبحسب ناطقه الرسمي في قناة العهد  أن الرتل الحكومي كان يعاني من اختناق  الطرق ولم يقم بقطع الطرق واخلائها كي يمر موكب رئيس الوزراء؛ لذلك لو كانت القيادات الأمنية متساهلة مع الإرهاب لما استطاع الموكب الوصول للمطعم والجلوس مع الناس الذين يفترض انهم لم يسبق تفتيشهم.

إن من وفر كل هذه المساحة الأمنية لكي يكون رئيس الوزراء بين الناس وفي المطاعم، لا يتحمل وحده مسؤولية ماحدث في ساحة الطيران.

الناس تطالب بإعدام الإرهابيين القابعين في السجون العراقية ويستنزفون ميزانية الشعب المحروم المطارد حتى على راتبه الشهري؛ والناس لا تعرف من هو قائد هذه القوة الأمنية أو تلك، واعفاء القادة الأمنيين ليس حلاً، وقد يفسره خصوم رئيس الوزراء بأنه مبيت ليجلب من يريده هو بدلا عنهم.

لماذا يحاسب رجل الأمن ويبقى المجرم طليقا؛ فالارهاب أعلن عن عودته ببيان دموي صارخ والدول الممولة للإرهاب تنعم بعلاقات جيدة مع العراق واحترام من أصحاب القرار العراقي؛ ولقد عرف القاصي والداني أن أغلب المحكومين بالإعدام هم من دولة عربية مجاورة، فما الذي تنتظره الحكومة لاعدام الإرهابيين أو حتى بيعهم لدولهم بما يتناسب مع جرائمهم وبهذا نكون قد انقذنا اقتصادنا دون الحاجة للاقتراض ونكون أيضا قد حددنا هوية خصومنا لنقطع العلاقة بدولهم بشكل رسمي قاطع؛ بل لنا حتى حق مقاضاة تلك الدول بتهمة إبادة الشعب العراقي.

إن القرار السياسي أهم بكثير من التغييرات في القادة الأمنية، لأن الإرهاب يحمل رسائل سياسية عدة، لا سيما بعد تحديد موعد الانتخابات التي كلما اقتربت اشتعل الشارع العراقي بالاضطراب الأمني.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك