[ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ] السؤال الذي يجب ان يطرح الى كل من اراد التصدي ليكون مرشحا الى الانتخابات التشريعية ، لماذا يريد ان يرشح نفسه ؟ و هل يعلم ذلك المرشح انها مسؤولية في محل الامانة و انه يجب ان يحدد اهداف تلك المسؤولية و حدود امانته ؟ محل الشاهد : ان من اهم الصفات التي يجب توفرها بمن اراد التصدي من اجل الترشيح و خصوصا بمن يطرح نفسه كمرشح مؤمن ضمن دائرة الاسلام الحقيقي . إن لا يكون بذلك الترشيح يريد ان يكون أشراً ، او بطراً ، او مفسداً ، او ظالماً ، انما يجب عليه ان يبتعد عن ما يكون سببا في هلاك المصلح و الاصلاح و المتمثل بالامور التالية : الاشر و البطر و الفساد و الظلم . وإنما يجب ان يكون ترشيحه الهدف منه طلب الاصلاح في الامة و البلد ، و أن يكون آمر بالمعروف وناهي عن المنكر . اذن على المؤمن المرشح للانتخابات ان يعلم ان الامر بالمعروف السياسي و النهي عن القرارات السياسية ذات الطابع المنكر ، من المؤكد سيستلزم منه التضحية بالراحة بل قد يتطلب من ذلك التوجه الايجابي تعرضه الى المخاطر الشتى فهل جالس نفسه و كاشفها و اختبر صبرها ؟ . في ذات الوقت يتطلب منه ان يكون ذات سعة من البال و بذل جهد جهيد للمتابعة لشؤون الامة و مصالحها فهل كاشف نفسه و وجدها مستعدة لذلك ؟ . ان قضية التصدي الى امور الامة و المؤمنين في جانب السياسة و الحكم انما هي مسؤولية و رسالة لا تقل أهميتها الإلهية عن رسالة الدعوة و المسؤولية لتصدي من اجل للإصلاح الديني و الاخلاقي ، و خصوصا بعد تعاقب السنين و تصاعد الطلبات و المناشدات ، و الصرخات ، من اجل الاصلاح السياسي و طريقة الحكم في ادارة العباد و البلاد . و ان يعلم ذلك المرشح ان عليه اعداد نفسه الاعداد التام ، من ناحية معرفته للاحكام الاسلامية الخاصة بجانب الحكم و السياسة و القيادة و الادارة ، و ان يكون قد قام بتوطين نفسه بتعامل وفق ضوابط الاخلاق الايجابية الممدوحة ، وان يبقى على خلقه الاسلامي و ان تكون تلك النفس منتبهة غير غافلة عن احكام الله تبارك و تعالى ، و غير منجرفه الى الدنيا ، و ان لا يكون من طلابها و المنكب عليها ، فينسى الهدف النبيل الذي من اجله قام بالترشيح ، لانه من المؤكد ان السيارات و الحمايات و ما شابه ستكون بدون توفير الحصانة الفقهية و الاخلاقية الاسلامية لذلك المرشح السبيل الى اغوائه ، لسقوط في شباك شيطان بكافة صنوفه ، و عندها سيخرج من لباس الحرية و المطالبة بالحقوق الى الامة الى الدخول بلباس الذل و الخضوع و العبودية . النتيجة على المرشح المؤمن اكثر من دور يجب ان يقوم به في المرحلة القادمة ، و هذا داخل في صميم مسؤوليته : الدور الاول : اعادة الثقة بالمؤمن المتصدي للمسؤولية ، سواء كانت مسؤوليته ضمن دائرة التشريع البرلماني ، او دائرة التنفيذ الحكومي . الدور الثاني : مراعاة و متابعة شؤون الامة ضمن الاطر الشرعية البعيدة عن المصالح الخاصة المقيدة بالحزب او القومية وما شابه . و ان يعلم ذلك المرشح بما انه يسير وفق تحقيق المصالح العامة للأمة و البلد و كانت منهجيته و هدفه ضمن هذا الاطار ، اذن هو بامان و رضا الرحمن . نعم اذا انصف من اختاره و كان السبب لوصوله الى محل المسؤولية باعتباره احد ابناء المجتمع ، هذا لا ضير فيه و لكن بحدود استحقاقه ، الذي لا يجعله في دائرة الظلم بمراعاة مصلحة خاصة على مصلحة الاخرين الاكثر استحقاق ممن يخصه . على جميع المرشحين مراجعة انفسهم و التفكر بجدية قبل التصدي ، فان طريق الترشيح يحتاج الى اختبار النفس و هو من القرارات التي ليست بالسهلة . ثم على الامة ان تحسن الاختيار ، و ان تكون قد تعلمت من الماضي . وعلى المؤمنين ممن يجدوا في انفسهم الكفاءة و النزاهة و الشجاعة و الاستطاعة على حمل رسالة المسؤولية في الاصلاح التصدي و عدم التهاون و بذلك يكونوا قد قطعوا الطريق امام الفاسدين و الظالمين . نسأل الله حفظ العراق و شعبه
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha