المقالات

البصرة..امل تنموي قادم


 

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

الداخلُ الى البصرة ليلا او نهار، من الجو او من البر، يلفت نظره تلك النار المشتعلة، على مدى ساعات الليل والنهار، وكأنها اشارة  ترحيب من اهل هذه المحافظة بضيوفهم، وحقيقة هذه النار، هي احتراق الغاز المصاحب للنفط، الذي تنتجه البصرة، ويعد من افضل النفوط في العالم، واغلاها ثمنا..

ولعل الذي يتجول في شوارع البصرة، ومدنها المختلفة، ربما يشاهد، الكثير من التغييرات الايجابية على مستوى الخدمات، فثمة محطات للماء جديدة وبطاقات عالية، على وشك الاكتمال، مايعني ان حالة الحرمان من المياه العذبة، التي يعاني منها البصريون منذ عقود طويلة، ستتراجع بنحو كبير خلال الفترة القريبة المقبلة، كما تشهد المحافظة الان حركة كبيرة، في مجال البنى التحتية والطرق السريعة، وما يلفت النظر في الامر، ان الشركات التي تتولى تنفيذ تلك المشاريع، هي شركات عراقية، بصرية، تضاهي في امكاناتها، وتقنياتها، الشركات العالمية المتخصصة في هذه المجالات.

ويلاحظ  زائرة البصرة، ان القدرة الشرائية لابنائها شهدت تحسنا الى حد ما، يظهر هذا من خلال طبيعة  السيارات، التي تتحرك في شوارعها، وأغلبها ذات موديلات حديثة، وماركات عالمية معروفة، وكذلك انتشار أماكن الترفيه، كالمطاعم الفخمة، ووجود مجمعات سكنية في طور التنفيذ.

اما طماطة البصرة فقد باتت علامة فارقة، ومطلوبة في كل مكان، وقد وصلت اخيرا الى اسواق بلدان الجوار..

وتتوافر البصرة على مزايا كثيرة وكبيرة، لاتتوفر في اي محافظة عراقية اخرى، فهي محافظة غنية وغناها حقيقي، فيها نفط، وفيها غاز، فيها زراعة، وصناعة، فيها كل أنواع السياحة، الدينية والتاريخية والطبيعية، فيها تجارة واسعة، فهي  تمثل اطلالة العراق الوحيدة على البحر، فيها منافذ بحرية، وبرية وجوية، ..فيها أدب وفن ورياضة، فيها سمك وتمر، فيها اهوار وانهار، فيها حلاوة "نهر خوز"، فيها شط العرب و"الكورنيش" الجميل، فيها التاريخ حط رحاله، وفيها الجغرافية، فهي حلقة الوصل بين الشرق والغرب، فيها مدينة النخلة الرياضية، التي احتضنت اللقاء الكبير بين منتخبي العراق والكويت، يوم السابع والعشرين من كانون الثاني، ٢٠٢١، وكانت واحدة من اجمل ليالي البصرة، فقد غطّت موجات الفرح الاجواء، لتنتشر في كل ارجاء الوطن، وبهذا تعلن البصرة جاهزيتها الكاملة لاستضافة خليجي ٢٥ نهاية العام الجاري..

البصرة، بما تختزنه من هذه الامكانات والقدرات والطاقات، تمثل حلما تنمويا كبيرا، قادما، ولكن تحقيقه يحتاح الى جهود عملاقة بمستوى حجمه، وهذه الجهود، قطعا بحاجة، الى ارادة وادارة قوية، قادرة على تطويع الحلم، وتحويله الى حقيقة، يلمسها البصريون بايديهم، البصريون الذين  عاشوا عقودا طويلة، من القسوة والألم، نتيجة الحرمان والمعاناة المتجذرة في حياتهم، فهل من المعقول ان مدينة ملتقى دجلة والفرات، وفيها شط العرب،  وهي محرومة من الماء الحلو؟!!.. وفيها كل الثروات، والفقر ينشب مخالبه في بعض ارجاء جسدها الجميل؟

الإرادة والإدارة متوفرة، والجهود توحي انها قادرة على ترجمة هذا الامل التنموي الكبير الى واقع مُعاش..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك