حافظ آل بشارة ||
اصبح الحشد الشعبي المصد المتقدم الذي يواجه هجمات الاعداء ويسقطها ، يقدم الشهداء والجرحى ولا يدركه تعب ولا جزع ، لأنه خلاصة تأريخ من الصراع بين ارادة الحياة والحرية مقابل ارادة الشر والعدوان ، الحشد صنعته العقيدة الصالحة وليس اعتبارات الصراع السياسي ، صنعته العقيدة التي كتب لها الخلود لأنها تخضبت بدماء مقدسة دماء الأئمة الابرار وذراريهم وانصارهم عبر التأريخ ، عقيدة الاسلام تترسخ كلما بذلت لأجلها الدماء فالاستشهاد قرين العقيدة الحقة ، اما العقائد الباطلة فلا تزيدها كثرة الدماء الا سقوطا وزهوقا ، العقيدة الحقة ملهمة للاجيال من الاخيار اما العقيدة الباطلة فهي ملهمة للاشرار وشذاذ الآفاق ، لذا كانت عقيدة الحشد الشعبي وحواضنه هي عقيدة التشيع والجهاد والاصلاح والانتظار المهدوي ، وكانت عقيدة اعداءهم هي عقيدة الطلقاء والطواغيت ونهج التكفير وفتاوى الابادة .
الهجمات الداعشية التي يتعرض لها الحشد الشعبي دون غيره من مكونات القوات المسلحة رسالة واضحة تقول ان الحشد هو العدو الاوحد وهو المستهدف ، وفي مواقع ديالى وغيرها يرابط الحشد الشعبي في مواضع تفتقر الى التحصينات ، ويفتقر في دفاعاته الى الاسناد الجوي والبري ، ولا يملك العجلات اللازمة بمواصفاتها الدفاعية ، ولا الاسلحة التي ترقى الى مستوى التهديد ، لذا فعندما تكون مواقع الحشد اهدافا واهنة امام هجمات العصابات الداعشية فمن المتوقع ان يقع بين مقاتليه المزيد من الشهداء والجرحى .
يجب على القيادة العامة اعادة النظر بخططها الدفاعية والهجومية ، وتجديد سياقات العمل بالشكل الذي ينسجم مع التحول في تحركات عصابات داعش واساليبها الجديدة ، وتطوير التسليح والاستمكان الالكتروني والاستخبارات ذات الحضور الميداني ، والاستفادة من تعاون الاهالي الشرفاء في المناطق المحررة الذين يقدمون معلومات متواصلة عن العدو ، وتطوير الاسناد الجوي ، فحين يغير العدو خططه فيجب على المقابل ان يستحدث خططا قادرة على احتواء العدو وافشال هجماته ، ثم الانتقال من الدفاع الى الهجوم ، يجب ان تكون هناك تدابير فعالة لتحييد الخلايا النائمة والحواضن والتعامل معها بحزم ، يجب استحداث صيغ اكثر تأثيرا في ردع عصابات داعش وتحركاته.
ليس من مصلحة العراق ولا من مصلحة النظام السياسي القائم اضعاف الحشد الشعبي ، واذا كان هناك من يخاف اميركا ويريد تنفيذ رغبتها في اضعاف الحشد او حله فهذا يعني انهم يحولون انفسهم الى جنود للاحتلال ، وانهم يقابلون اهل الايمان والايثار بالخذلان والخيانة ، وهنا لن يتراجع الشرفاء عن اعلان انفسهم حركة مقاومة لتحرير العراق من الاحتلال واذرعه ، عند ذلك تكون الامور قد وصلت الى طريق اللاعودة ، لذا ينبغي التعامل مع الحشد على قدم المساواة مع بقية مكونات القوات المسلحة ، ومنحه وسائل الدفاع الفعالة ووسائل الهجوم وتهيئته كقوة نخبة متكاملة بكل مستلزماتها الحربية .
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha