المقالات

قراءة في مسيرة الثورة الاسلامية

1214 2021-02-05

 

حافظ آل بشارة ||

 

تمر هذه الايام الذكرى 42 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ، تلك الثورة تمنى انصارها ان تكون حدثا عابرا للمذهبية الا انها اصبحت عابرة للأديان ، اي ثورة ذات اصداء عالمية ، اعداؤها اتهموا ايران بتصدير الثورة بينما في الحقيقة كانت شعوب المنطقة تستورد الثورة روحا ومنهجا وتتفاعل معها ، الثورة الاسلامية قدمت اعادة تعريف للانتماء ، وقد صدمت آليات التقسيم القطري للعالم الاسلامي ، ومنحت الوطن الصغير كل هيبة وقدسية الوطن الكوني العابر للحدود ليكون كل وطن اسلامي حاضنة لثورة مماثلة ، لتكون شرعية الاوطان الاسلامية المتعددة متوقفة على فهمها للهوية الكونية للثورة الاسلامية ، فحدود سايكس بيكو اصبحت امرا واقعا يتعلق بسيادة بلدان وهويات شعوب ولا يمكن التنازل عنها استجابة للمرض التوسعي الذي اصيبت به دول الاستكبار القادمة من وراء البحار ، لكن حدود الاوطان الاسلامية وسيادتها لا تحول دون استيراد الثورة والتفاعل مع مبائها العابرة.

اميركا تفتخر انها تقوم بتعميم (العولمة) بكل اشكالها العولمة السياسية ، العولمة الاقتصادية ، العولمة الثقافية ، العولمة الأمنية ، وعولمة اميركا معناها الهيمنة على العالم وفرض النموذج الامريكي في كل مكان ، لكن عندما يريد المسلمون ان يصنعوا عولمتهم تتفجر في وجوههم الحروب الناعمة والخشنة ويتهمون بأنهم مصدر تهديد للحضارة والاستقرار ، لكن في النهاية فرضت الثورة مفرداتها القيمية والاخلاقية وثقافة الاستقلال وتحولت الى مظلة لكل احرار العالم الاسلامي ، ولم يجد المستكبرون وسيلة لاسقاط الثورة الاسلامية الا جربوها ، وفي النهاية فرضوا عليها الحصار الاقتصادي الذي استمر اكثر من 40 عاما ومازال مستمرا ، وكانت سنوات الحصار الثلاث الأخيرة هي الاقسى والاكثر وحشية عندما اصبح هدفهم المكشوف تجويع الشعب الايراني لتركيعه، لكن هذا الحصار ادى الى نتيجتين مهمتين الاولى في الداخل حيث انها ساعدت ايران على بناء اقتصادها وادارتها وسياستها واكتفاءها الذاتي وعلاقاتها الاقليمية والدولية بالاعتماد على قدراتها المحلية فاحرزت نجاحات هائلة خاصة في قطاع الدفاع وتصنيع الاسلحة الستراتيجية التي فرضت قواعد جديدة في توازن الردع .

اما النتيجة الثانية فهي التعاطف الواسع من قبل الشعوب الحية في المنطقة وفي العالم ، وبمرور السنين تحول التعاطف والولاء للثورة الاسلامية في العالم من ثقافة البناء الذاتي الى ثقافة المقاومة ، جيل جديد يحمل السلاح ليقاتل الطواغيت ، لذا فالمرحلة المقبلة المتوقعة هي مرحلة التحرر وطرد المستكبرين من المنطقة ، الثورة تأريخ لا يعود الى الوراء ، الاعلام الامريكي والصهيوني والخليجي يوجه سيلا يوميا من الشتائم والاتهامات والاشاعات والدعاية والتحريض والتشويه ضد الثورة الاسلامية ولمدة اربعين سنة ، لم تتعب الثورة ولم يتعب انصارها في محور المقاومة بل يزدادون قوة وتفاؤلا ونحن اذ نتكلم عن الثورة الاسلامية يجب ان نتذكر البقاع الاقليمية التي تأثرت بها واستنسخت تجربتها وهي سائرة نحو النصر ، فان استهدف المستكبرون مركز الثورة في ايران فكيف سيواجهون المراكز الاقليمية المتنامية للمقاومة في الخليج واليمن والشام والعراق والتي اصبحت بقاعا للثورة والجهاد تهدد وجود اسرائيل والانظمة العميلة لأميركا واسرائيل ، كانت تفاصيل صفقة القرن والتطبيع محاولات لاختلاق بقاع صهيونية تخترق جغرافيا المنطقة ، حكام المنطقة الجبناء يطيعون مخطط التطبيع لكنهم يعلمون ان اسرائيل عاجزة عن حمايتهم ، لأنها عاجزة عن حماية نفسها ، هذا هو المسار النامي للثورة الاسلامية عبر اربعة عقود ، كلما قال الاعداء ستفنى ازدادت صلابة وانتشارا في كل مكان لتتحول من ثقافة الى كفاح مسلح .

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك