🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||
[ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ]
عندما تبحث فيما ورد عن الخيانة سواء في مصادر التشريع او المصادر الوضعية ، ممكن من خلالها ان نخرج بحصيلة معرفية نعبر بها عن الخيانة بأنها : هي عَكس الأمانة ، و هي نقصان في الوَفاء ، و تفريط الإنسان في حقوق الغير التي تحت يديه ، ماديَّة كانت أو معنوية ، أو تبديدها ، أو إفشاؤها و إذاعتها .
محل الشاهد :
اليوم نريد ان نسأل وصي الرسول الخاتم ( ص ) ، امير المؤمنين الامام علي ( ع ) عن ما هي القاعدة التي من خلالها نستنتج من هو المسؤول و الحاكم الخائن ، وتكون كاشفة عن خيانته سواء على الصعيد الفقهي و الأخلاقي .
الامام علي ( ع ) يعطي جوابا عمليا و نصيا في آن واحد ، اذ كان يحدد صفة الحاكم و المسؤول الخائن من خلال خطبه الى اهل الكوفة :
( يا اهل الكوفة ، اذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ، و رحلي و غلامي فلان ، فأنا خائن)
اذن مدار معرفة الحاكم الخائن او المسؤول الخائن هو امتلاكه مازاد عن ملكة الخاص الذي يأتي به قبل استلامه للمنصب .
ذلك المنصب و المسؤولية الذي كان الغرض منه خدمة الامة و رعاية شؤونها ، بهذا المعنى ان الحاكم او المسؤول ليس من حقه ان يعتبر ان الامتياز الممنوحة له من استحقاق ذاته و ممكن ان يضيفه الى ملكه الخاص ، بل ان الامتياز كان من اجل ان يكون اداة لنهوض بواقع الامة الى الافضل و كان عندئذ عليه ارجاع مازاد لانه واقعا ليس من حقه ان يدخله في دائرة ملكه .
و من هنا نعرف الجواز الشرعية لتفعيل و العمل بقانون ( من اين لك هذا ) ، بعد احصاء ملكية الحاكم و المسؤول و قبل المنصب و بعده .
لان حقيقة المنصب و المسؤولية لم تشرع لكي يكون صاحبها من خلالها مالك و غني ، و لكن غايتها ان يكون ذات ملكة مخططة للارتقاء بمستوى حال الامة و احقاق الحق بينهم ، فإنها من العبادات التي ستكون هي المنجية له من نار جهنم ان احسن ادارتها و العكس هو الصحيح ستكون سببا في دخوله دائرة غضب الله تبارك و تعالى و جهنم .
ان سبب حب المنصب و المسؤولية اليوم هو الامتياز الذي منح لذلك ، بينما المفروض كان حب المسؤولية منبثق من كونها سبب لرضا الله تبارك و تعالى .
و الجميل اليوم ان صاحب المنصب و المسؤولية هو من يشرع تلك الامتيازات و الصلاحيات ، دون مراعاة الجانب الشرعي بالتحديد متوقع ان ذلك سيغفل عنه سجل الإلهي المدون فيه كل صغيرة و كبيرة .
ايها الحاكم و ايها المسؤول
حذاري من الغفلة و الوقوع بشراك الشيطان و الاهواء السالكة بك الى العذاب الاخرة و الخزي و العار في الدنيا .
و التفت الى نفسك قبل فوات الاوان وراجع نفسك و كن مخلص في اداء مسؤوليتك بعيدا عن الامتيازات التي هي ليست من استحقاقك ، و اعلم ان غضب الله تبارك و تعالى لا تسري فيه قاعدة حشر مع الناس عيد لان جهنم لا يهمها المزيد .
وانا لله وانا اليه لراجعون
اللهم احفظ العراق و شعبه
ــــــــ
https://telegram.me/buratha