✍🏻رجاء اليمني ||
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة: 82)
العظماء يأتون إلى هذه الحياة ليُغيِّروا فيها، ويُلبسوا الأيام والأمم والشعوب لباسهم الخاص الذي يصنعوه لعصورهم وشعوبهم ليُميِّزوها عن غيرها من الشعوب العالمية، فهم الذين يصنعون التاريخ، ويبنون الحضارات في حياة البشرية، ولولا أولئك الأفذاذ لرأيتَ المجتمع البشري كأي مجتمع بهيمي وحيواني آخر يعيش على هذه الأرض.
يقول الإمام الخميني الراحل (قدس سره): "إن التاريخ يعرض لنا نماذج من مختلف الأفراد هم يمثلون مدارس ومناهل معطاءة في الحق أو الباطل، إذ تكون حركاتهم، وسكناتهم، وكلماتهم، ووجودهم، تعليماً وتربية للإنسان في البُعدين، فنماذج الشَّر تكون أُسوة سيئة كقابيل وفرعون ومَنْ أشبه، ونماذج الخير أسوة حسنة (كالأنبياء والرسُل، والأوصياء والأولياء).. فهم يُفيضون خيراً وفائدة في كل مجالات الحياة، ولكن أبرز المجالات التي يُمكن اعتبارها للاستفادة من أولئك العظماء هي: الدِّين، والدُّنيا، والعلم، والقيادة، والإيمان)
ولدينا في هذه الأمة المرحومة، والأمة الوسط أعظم أولئك في كلا البُعدين (الخير في أرقى صوره، والشَّر في أدنى مراتبه)، ولكن هذه الأمة –كغيرها من الأمم- اتَّبعَت القدوات الباطلة التي تقودهم إلى أسفل سافلين، في الدنيا والآخرة، رغم أنها آخر الأمم. ومن المفروض أنها قد تكاملت لديها الخبرة والتجربة التي استفادتها من قصص الأمم والشعوب التي حكى لهم القرآن الحكيم عنهم وعن حضاراتهم وأسباب سقوطهم من المفاسد الاجتماعية، والظلم الذي أدَّى بهم لنزول العذاب الرَّباني عليهم، فاستأصلهم عن بِكرة أبيهم، لا سيما قصة بني إسرائيل وأنبياءهم الكرام لا سيما النبي موسى كليم الله، والنبي عيسى عليهنا السلام. وقد تحدَّث القرآن الحكيم بإسهاب عن قصتهم وشرح استكبارهم وتغطرسهم وتجبرهم في الأرض.
كما حذَّر النبي الأكرم (ص) هذه الأمة من اتباع أولئك اللعناء، وأمرهم أن يتخذوهم أعداءاً ولا يتخذوا منهم أصدقاء لأنهم لن يَصدقوا معهم، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (المائدة: 51)
وقال تعالى عن عداوتهم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (المائدة: 82)
وقال رسول الله (ص): (لَيَحْمِلَنَّ شِرَارُ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى سَنَنِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ، أَهْلِ الْكِتَابِ، حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ)، وفي رواية أخرى قالوا يا رسول الله اليهود؟ فقال: ومَنْ غيرهم؟
ولكن كيف وصل بنا المقام إلى هذا المستوى من التسافل، وهذه الدَّركة النازلة من الحياة البشرية التي نعيشها ونراها بأم العين اليوم؟ حتى أن أذلَّ خلق الله وأخسَّهم اليهود قد تسلطوا علينا فاحتلوا أرضنا وقتلوا شعبنا وشرَّدونا تحت كل سماء في هذه الأرض، فأي شيء عملت هذه الأمة العزيزة حتى ذلت بهذا الشكل العجيب الغريب رغم أنها تعدُّ ربع سكان العالم؟
والذي يؤلم بل ويقطع القلب أن ننتظر الخير من كافر وهو لا يريد بنا خيراً؛ بل مصلحته التي ستتسلط على تلك الدماء الطاهرة والضحايا البريئة.
فمن خلال جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن والحصار الجائر الذي ترفضه كل الأديان السماوية؛ بل وكل الإنسانية والذي يستطيع أن يحكم بمظلوميه شعبنا الأعمى قبل البصير. فنجد ذلك المدعو بايدن يصرح تصريحاً يدل على المؤامرات المخفية والتي تدل علي أن ظاهرها سلام وباطنها استعباد للأمة الإسلامية وكل ذلك يصب في مصلحة الكيان الغاصب. وعند ذلك نعلم علم اليقين بأن النصر والسلام في سواعد الصادقين وليس في تولي اليهود والبنك الدولي زمام الأمور وحل مشاكلنا. ولن نعود إلى نقطة البدايه وحوارات في حقٍ مشروع وسلم لمن سفك دماء أبنائنا ولن يكون النصر إلا إذا كان هناك التزام بكل أوامر الله في التعامل مع أعداء الله.
والعاقبة للمتقين
https://telegram.me/buratha