علي فضل الله *||
المراقب للمشهد السياسي العراقي ومنذ عام 2003، يلحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية، عملت جاهدة على إبقاء العراق دولة ضعيفة وهشة سواء نظامها السياسي، أو مؤسساتها الحكومية المدنية منها والعسكرية، والغرض من ذلك هو إنتاج حكومة تنساب مقاسات مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وهذا الغرض لم يتحقق لحد ألان، وأسبابه كثيرة لا أريد أن أخوض بتفاصيلها الدقيقة والمتشعبة بنفس الوقت.. أما دااااعش المناطق الأمريكي الذي تمتد جذوره لعام 1979 للحركات المتطرفة المتواجدة في أفغانستان، كان واحد من أسباب عودة الأمريكان من نافذة العراق وليس بابه، بعد أن تم إخراجهم مذعنين عام 2011 بعد تلقوا أقسى وأشد الضربات من فصااائل المقاااومة العراقية، ليكون داعش هو الأداة الجديدة لإنقاذ وتطبيق السياسة الصهيوأمريكية في عموم المنطقة وخصوصا في العراق، نتيجة مؤامرة عربية أقليمية دولية ليعود ذلك التنظيم، ف دااااعش الإرهابي لم يأتي من فراغ بل من تعاون أكثر من خمسين دولة، مهدت له وهيأت لكل شيء استخباريا" ومعلوماتيا" ولوجستيا" وحتى على مستوى البهائم(الموارد) البشرية تم الاعداد لذلك، ليصبح أعتى وأقوى تنظيم أرهابي عرفه التأريخ، وليدفع به إلى العراق لمواجهة القوات المسلحة العراقية، التي حلت عام 2003 بأمرةالحاكم المدني الأمريكي برايمر، ويعاد هندسة تصميم وبناء قواتتنا المسلحة العراقية وفق ما يحقق الرغبات الصهيو الأمريكية وليس يضمن تحقيق الاستقرار الامني العراقية؟ لتكون تلك القوات مخترقة من قبل والأمريكان، رافق تلك المؤامرة، الفساد المالي والإداري الذي نهش جسد الحكومة العراقية، وتحديدا" المؤسسة العسكرية والأمنية.
لذلك لاحظنا انهيار القوات المسلحة العراقية عام 2014، أمام جرذان داعش بدون أي مواجهة، فكثير من القيادات والضباط في المناطق التي سيطر عليها دااااعش، حيث إدعت قيادات قواتنا المسلحة المنهارة وقتها، إن هنالك أوامر أرسلت لهم بالأنسحاب وعدم مواجهة داعش، وهنا أن كانوا صادقين في ذلك، فمن الذي وجه بذلك؟ وأن كذبوا بهذه الأدعات، فقد كان الفساد سببا" في هد عزيمة القيادات والضباط والمراتب وبالتالي التقهقر أمام داعش، هنا كان مفترق الطرق فقد تحولت الظلمة إلى نور والضعف إلى قوة لنشهد إنعطافة
تأريخية في مسار العراق، حيث جاءت فتوى الجهاد للسيد السيستاني دام ظله بمثابة الصاعقة لكثير من المراكز البحثية والدوائر الأستخبارية الدولية التي تفاجئت بذلك، بل كانت تعتقد تلك المراكز والدوائر، حتى وأن صدرت الفتوى فلن يكون هنالك تفاعل معها، إلا أن ما حصل هو العكس، وأنبثق الحشد وسط تفاعل مليوني من العراقين وفي غضون ساعات، ليكون الجبيرة التي قومت كسر المؤسسة الأمنية، ليتم إيقاف أنكسار القوات الأمنية العراقية، والحد من زحف وتقدم داااعش بأتجاه محافظات الوسط والجنوب، ثم التحول فيما بعد من الأستراتيجية الدفاعية، إلى المبادرة والهجوم وعلى جبهات متعددة، ولم تكن خطة قيادات الحشد والقوات الأمنية العراقية أستعادة الارض بقدر أستعادة ثقة المقاتل العراقي بنفسه ومؤسساته الأمنية، ليتحول فيما بعد ذلك الأنكسار إلى أنتصارات متتالية، حتى تم دحر داعش (عسكريا") من عموم أراضي العراق إلا النزر اليسير من بعض المناطق، وبتعمد من قبل قوات التأمر(التحالف) الدولي أي الأمريكي.. وهنا أود أن أبين بعض النقاط المهمة التي تجعل من المستحيل عودة داعش ولو بعشر القوة التي كان عليها عام 2014:
1_ التعامل القسري وأضطهاد أهالي المحافظات التي سيطر عليها في العراق وسوريا، وأسلوب القتل والسبي والابتزاز لتلك الاهالي، جعلته يفقد حاضنته الشعبية، وفقدان الحاضنة الشعبية لدي الجيوش غير النظامية كدااااعش، يعني خسارة الجنبة الأستخبارية وخسارة المناورة والتمويه والدعم أيضا"، وهذه النقاط من أهم عناصر القوة لديه.
٢_ تم تجفيف قرابة 90% من مصادر تموينه، وتفكيك نفس النسبة من بناه التحتية كمعسكرات ومضافات ومخازن الغذاء والسلاح بالإضافة إلى مصادرة أغلب مواقعه الإلكترونية التي كان يستخدمها لنشر رعب عملياته وتجنيد المرتزقة لصفوفه من خلالها.
٣_ أستحواذ القوات الأمنية العراقية، على كم هائل من المعلومات لهذا التنظيم الإرهابي، كان سببا لأيقاف العصبات الدولية التي كانت تعمل كمافيات لتجنيد الشباب والشابات من كل دول المعمورة لهذا التنظيم.
٤_ الاجهزة الأستخبارية الغربية لعبت دور كبير في تعظيم أمكانيات داااعش، كادت تفقد السيطرة على عناصره، خصوصا بعد الهزيمة التي تعرض لها التنظيم على يد أبطال قواتنا الأمنية وحشششدنا المقدددس، وتحول هجرة عناصر العكسية إلى الدول التي جاءوا منها، ولاحظنا كيف أدت تلك العودة، إلى أزدياد العمليات الإرهابية لدى الدول الغربية، عبر ما يسمى بالذئاب المنفردة والخلايا المتسترة.
٥_ خسر التنظيم الإرهابي أعتى قيادته الرئيسية وكذلك قيادات الخط الأول والثاني والثالث الذين تم قتلهم من قبل أبطال قواتنا المسلحة وحششددنا المقدس بالإضافة إلى الآلاف من مقاتلي تنظيم داااعش التي تم القضاء عليهم في معارك التحرير.
٦_ عودة الثقة للمقاتل العراقي بعد تحقيق الإنتصار على عناصر التنظيم، وأكتساب قواتنا خبرة كبيرة فيما يسمى بحرب العصابات والشوارع، جعلت من أبطال قواتنا يمتلكون خبرة لمواجهة أي تهديد مستقبلي.
٧_ الأهم من ذلك كله، والذي يعد أهم عناصرةالقوة التي أضيفت للمؤسسة العسكرية والأمنية العراقية، هو ولادة تشكيل أمني جديد، ألا وهو الحشششد الشعبببي، والذي جاء خارج التصاميم الأمريكية، ويمتلك عنصرين قد لا يجتمعان في أقوى جيوش العالم، وهما القوة العقائدية والتي واجهت النزعة المؤدلجة المتطرفة الراديكالية لداااعش، بالإضافة إلى عنصري التنظيم والإنضباط العاليين.
من ذلك كله فلتخرس الأفواه والابواق المأجورة التي تنفخ في هشيم نار الفتنة، علها تعيد الحياة للقيط داااعش، ورغم تخاذل الحكومة العراقية في أداء واجبها اتجاه قواتنا المسلحة، حيث كان من المفترض أن نطور إمكانيات قواتنا المسلحة بأحدث التقنيات والتكنلوجيا العسكرية الأستخبارية وكذلك رفد سلاح الجو العراقي بطائرات حديثة بعيدا عن الصناعة الأمريكية وما حصل في ملابسات عقد F16 السيء الصيت، بالإضافة إلى تطوير أسراب الطائرات المسيرة التي تساعد قواتنا المسلحة على اصطياد جرذان داااعش في التضاريس الصعبة كأودية وكهوف جبل حمرين وحوران وغابات ديالى والصحاري الغربية للعراق، ورغم كل هذا التقاعس من حكومة الكاظمي والمرسوم من قبل عدة سفارات،، لكن هيهات فما يخططون له، أصبح من أحلام اليقظة، ومهما فعلتم وعملتم وقيام الامريكان بنقل مجاميع داااعش عبر قواعدكم وطائراتكم كمعاملة الفرق العسكرية المجوقلة وتحديدا" في الخواصر الرخوة لقواتنا، فلن تجنوا إلا الخيبة والخسران، أن التهويل لعودة داعش الغرض منه إيصال رسالة للرأي العام العراقي على إن قواتنا المسلحة غير قادرة على مسك الملف الأمني، ليكون حجة وذريعة لحكومة الكاظمي، لأبقاء القوات الأمريكية في العراق وحتى سوريا...
فهل علمتم سبب هذه الزوبعة الإعلامية؟ وليعلم الشعب العراقي من يتأمر عليه؟ ومن هو الذي يفترش الأرض ويلتحف السماء من أجل أن يحمي رياض الوطن، ولننعم بالأمان والأستقرار..
السلام على الدماء الزاكية والأرواح الطاهرة التي قضت من أجل البلاد والعباد.. وتبا" لكل من يتاجر بمصير البلد وأهله من خونة باعوا ضمائرهم من أجل دراهم معدودات.
*باحث إستراتيجي
https://telegram.me/buratha