عباس سرحان||
بنظرة فاحصة للمشهد في منطقتنا يتضح أن إسرائيل بدأت التفكير جديا في مخطط ناعم لتفكيك الدول التي تعتبرها معادية بعد حرب تموز في 2006.
فبعد فشلها عسكريا أمام حزب الله في تلك الحرب، ولأنها فوجئت بتطور في ميزان القوى لصالحه بعد أن تمكن من اغراق البارجة الاسرائيلية ساعر 5 قبالة السواحل اللبنانية.
خططت اسرائيل لاستهداف الخنادق الخلفية لحزب الله، فهو يستمد قوته وصموده من محور يبدأ من سورية مرورا بالعراق وينتهي بالجمهورية الاسلامية في ايران.
فكانت الخطة الاسرائيلية تقتضي ان يتم تهشيم سورية بحرب أهلية مدعومة من دول الخليج وامريكا، وبعد إضعاف الجبهة الداخلية السورية يتم إدخال مجاميع ارهابية مرتبطة بالمخابرات الاسرائيلية والخليجية لتسيطر على المدن السورية من جهتي العراق ولبنان.
ومن ثم إدخال تلك المجاميع الارهابية الدولية الى الاراضي العراقية تحت مسمى"داعش" لتسيطر على المناطق المحاذية للحدود العراقية السورية، فيتم بهذا قطع اي تواصل بين العراق وسورية ويصبح التواصل بين العراق وايران غير مفيد لحزب الله.
لكن محور المقاومة ادرك هذه اللعبة فأفشلها، ومن أبرز عوامل نجاحه في إفشال المخطط الاسرائيلي هي:
1- فتوى الجهاد الكفائي لسماحة المرجع الاعلى السيد علي السيستاني.
2- الحشد الشعبي الذي تشكل بعد الفتوى.
3- علاقة الشيعة العراقيين بإيران التي فتحت مخازن اسلحتها للعراق ووضعت خبراتها تحت تصرفه.
فوجيء محور اسرائيل بفشل خطته بسبب تظافر العوامل أعلاه، فكان لابد من العمل على إضعافها، فعمد لاستثمار الامتعاض الشعبي في جنوب العراق من نقص الخدمات وسوء المعيشة ووجه اصابع الاتهام فقط الى الاحزاب الشيعية.
وتم تثوير الشارع الشيعي بأموال السعودية والامارات ودعم اعلامي خليجي امريكي غير مسبوق بعد اختراق المجتمع الشيعي بمجاميع منظمة لها ارتباطات مريبة.
فاندلعت مظاهرات في ظاهرها مطلبية وفي باطنها تهدف لضرب عناصر القوة لدى شيعة العراق والتي اشرنا اليها أعلاه.
فتم حرق مقرات الحشد الشعبي وهو ليس جزء من العملية السياسية وتم حرق القنصليات الايرانية والهتاف ضد ايران مع انها غير متورطة بالتدخل بالشأن العراقي كما تورطت امريكا والسعودية، ولا تتحمل مسؤولية الفساد الذي لم يكن شيعيا فقط انما كان سنيا وكورديا ايضا.
وهوجمت المرجعية الدينية من قبل متظاهرين مع انها وقفت دائما الى جانب الشعب وحاربت الفساد ونبهت الى مخاطره. كان واضحا أن أياد خارجية تدير اللعبة وتوجهها حيث تريد.
هذا مسار مخطط محور اسرائيل وما زال العمل على اتمامه على قدم وساق، والهدف المقبل هو ايصال موالين لدول الخليج واسرائيل الى القرار السيادي العراقي من خلال تزوير الانتخابات او العبث بارادة الناخبين بالمال الخارجي، للتحكم بالعراق وسلب ارادته وتمزيقه اكثر مما هو ممزق وإضعاف القوى العراقية التي تشكل تهديدا لاسرائيل.
هذه المخاطر المحدقة بالشيعة في العراق، فما هي خطة المواجهة التي يجب ان تنتهجها الاحزاب الشيعية إن كانت مهتمة بالحفاظ على الوجود الشيعي.؟
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha