المقالات

القيم المجتمعية وقواعد سلوك العمل


 

سعيد ياسين موسى ||

 

كثيرا ما نتحدث عن القيم المجتمعية وكيف يجب أن تكون ولكن لم نتصدى أو التصدي ليس بالمستوى المطلوب كما لم نؤشر بشكل دقيق ولا أعرف السبب قد تكون لإحراج من نحب, وهذه محاولة لأجل ذلك,عسى أن يكون منطلقا لإثارة حوار عام بين الكتاب والمثقفين والمدونين,لا أدعي أنني سأحيط بشكل كامل بالموضوع وإنما محاولة لإثارة الحوار العام لدى المهتمين.

القيم المجتمعية هي الخصائص أو الصفات المرغوب فيها من الجماعة والتي تحددها الثقافة القائمة مثل التسامح والحق والقوة وهي أداة اجتماعية للحفاظ على النظام الاجتماعي والاستقرار بالمجتمع,حسب الويكيبيديا.

من المؤكد أنها من تخصص العلماء والمتخصصين في علم الإجتماع ولهم رؤى كثيرة وتراث علمي في تحليل بيئة الشعوب,أتناول هذه الموضوع من الجانب التطبيقي العملي والممارسة اليومية .

لذا سأتناول جانب من القيم المجتمعية أو الإجتماعية,لاشك أن مجتمعنا العراقي مر بظروف قاسية جدا حروب وتجويع ونظم إستبدادية وقهر مركب مما توارثنا بشكل متراكم تراجع في القيم وتخلف في السلوك تبعا لذلك ,لعل من أخطر الفترات التي عشناها هي فترة الحصار بعد الحروب والجوع وإرتفاع نسبة الفقر وفقدان المعيل والأب في غالبية الأسر كما إفتقادنا القدوة الإجتماعية وإلى يومنا هذا والأخطر هوإمتزاج حياتنا اليومية بمفاهيم سياسية مخدومة دينيا وإثنيا مع تراجع سيادة القانون وإنفاذ القانون بشكل ملفت وغياب شبه تام لقواعد السلوك في الوظيفة والمهن والحرف بشكل ملفت.

لا شك لكل فئة مجتمعية سياسية كانت أو غير سياسية مهنية كانت أم حرفية ,وظيفية كانت أم تطوعية,علمية بحثية كانت أو ثقافية وإعلامية ,إقتصادية وإنتاجية كانت أو مستهلكين وغيرها بل حتى الدينية كانت أو لادينية فهو نوع من الإيمان بالتالي تظهر أثاره الإجتماعية في الممارسة,هنا على مرور الزمن ترسخت قواعد سلوك ومدونات لكل فئة عاملة ومؤثرة في المجتمع مع الأسف بالرغم من وجود ممارسات إيجابية ولكن يبدو أن السلوك السلبي هو المؤثر وهذا يأتي من القصور في مفهوم الدولة والتنظيم وفق العدالة وسيادة القانون وإنفاذ القانون .

ومن أسباب تراجع وغياب قواعد السلوك هو الفساد المالي والإداري لإنها من تخصص الدولة إذا كنا نؤمن بوجود الدولة ومفهوم الدولة .

في هذه الجنبة تأثرت قواعد السلوك في قطاع الدولة وقطاع السياسة والتجارة والتربية والتعليم والمهن والحرف المختلفة  بشكل نسبي كبير,مع توسع عمليات التزوير والرشوة وسرقة الأفكار والبحوث وما إلى ذلك ,الأخطر في الأمر هو أن من يتصدى للخدمة المجتمعية بدعوى التنمية البشرية ومكافحة الفساد وترسيخ السلوك الديمقراطي وممارسة الحقوق والحريات بشكا تطوعي مغلف بخلفية لا تظهر للعيان وهذه من أخطر أنواع المؤثرة على تراجع القيم المجتمعية وتخلف السلوك ,هنا الهدف هو السرقة والإستحواذ على مكنونات وموارد الغير وإستخدامها بشكل غير سليم ولإهداف فئوية وقتية غير إنسانية والأمثلة كثيرة.

وهنا أدعو نفسي وكل من يمارس مهمة رسمية وغير رسمية وسياسية وتطوعية ومن يمارس أية مهنة أو حرفة ,بل حتى الوجهاء الإجتماعيين وكبار القوم من رؤساء العشائر ورجال الدين إلى المراجعة والتقييم والتقويم كلٌ من موقعه ومهمامه وتكليفه.

أدعو الآباء والأمهات وكل من بذمته مهمته رعاية أسرة أو مجموعة بشرية الى ذلك أيضا.

سأتي لاحقا لتناول قواعد السلوك وترسيخ القيم الإيجابية في الأداء العام المجتمعي لأجل خلق قواعد سلوك لكل من يتصدى للشأن العام لا سيما المنظمات التطوعية ذات المنفعة العامة . 

بغداد في 14/2/2021.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك