أ.د علي الدلفي
· في ذِكرىٰ الشّهادةِ والارتحالِ..
لَقَدْ وصفهُ الإمامُ الخُمينيّ بأنَّهُ (ابن الإسلام الشّجاع)؛ وقالَ عنهُ السّيّدُ الشّهيدُ الصّدرُ الأوّلُ: (عضدي المُفدّىٰ)؛ وخاطبَ سماحةُ المرجِعِ الأَعلىٰ السّيّد عَلِيّ السّيستانيّ السّيّد (حيدر الحَكِيم) نَجلَ شَهيدِ المِحرَاب (قُدِّسَ سِرُّهُ) بالقولِ: (كانتْ كُلّ آمَالِنَا أَن يَقُود شَهِيد المِحرَاب هَذِهِ المَسِيرَة...).
ورثاهُ المرجِعُ الكبيرُ سماحةُ السّيّدِ مُحمّد سعيد الحكيم بالقولِ: (فقيدنا العزيز حملَ رايةَ المواجهةِ والصّمودِ أمامَ نظامِ الظُّلمِ والطُّغيانِ البائدِ معَ الحفاظِ عَلَىٰ الإخلاصِ والاستقامةِ في مسيرتهِ الطويلةِ).
وقالَ بحقِّهِ السّيّدُ نـ..صـ الله ـر: (خلال عشرينَ عامًا أو أكثر كان من أشدّ الدّاعمينَ لحركةِ المـ..ـقاوم.ة الإسـ..ـلام.يّة في لبنان؛ كان يطلبُ منّي؛ دائمًا؛ أنْ يشتركَ شبابٌ ومجاهدونَ عراقيّونَ؛ وبإصرارٍ بالغٍ وإلحاحٍ أنْ يشتركوا معنا في الجهادِ؛ وكان يقولُ: لكي نؤكّدَ عَلَىٰ أنّ الصّراعَ مع هذا "العدو" ليس صراعًا لبنانيًّا أوْ فلسطينيًّا؛ ولنؤكدَ عَلَىٰ هويةِ وعنوانِ المعركةِ التي نخوضها مع هذا العدو). وقالَ المطران عمانوئيل دلي: (إنّ اغتيالَ الحكيم تغييبٌ للعراقِ ودوره الحواريّ المُحبّ للحضارة؛ سلامٌ عليكم يا حرّاس كربلاء والجنوب والقدس حرّاس الوديعة والجوهرة المُقدّسة).
هذهِ بعضُ (شهاداتِ) العُلماءِ الذين عاصروهُ في حياتِهِ. وغيضٌ مِنْ فيضِ بياناتِ الرّثاءِ؛ ورسائلِ التّعزيةِ التي أصدرها مراجِعُ وعلماءُ؛ ورجالُ دينٍ وزعماءُ سياسيّونَ؛ وغيرهم كثيرون... ؛ بعدَ استشهادِهِ.
وَقَدْ نجحَ (العدو) في توجيهِ ضربةٍ قاسيةٍ لنهج الإسلامِ التّفاعليّ؛ لمَا يمثّلهُ (السّيّد مُحمّد باقر الحكيم) من ثقلٍ حوزويّ ووجودٍ (سياسيّ) معنويّ؛ ولكونِهِ حلقةَ وصلٍ بينَ الزّعاماتِ السّياسيّةِ العراقيّةِ والمرجعيّةِ الدّينيّةِ في النّجفِ الأشرفِ.
قالَ سماحةُ السّيّدِ (حُسَين الحَكِيم): (العمقُ الفقهيُّ والأفقُ الفكريُّ الرّحبُ للشهيدِ الكبيرِ آيةِ اللهِ السّيّدِ الحكيم "طاب ثراه" ما زال لحدّ الساعةِ لم يُعرف عند غالبِ النّاسِ. إنَّ أساسَ نجاحِ وتألّقِ هذا الرّجل الفذّ في مُختلفِ الميادين يكمنُ في عمقهِ فقهيًّا وفكريًّا؛ ونقائهِ روحيًّا ومعنويًّا. ولولاهما لم يتمكن من أنْ يجمعَ بينَ الثباتِ والأصالةِ والاعتدالِ والمُصداقيّةِ العاليةِ).
وفي احتفاليّةِ ( ) في الذّكرىٰ السّنويّة لاستشهادِ (شهيدِ المِحرابِ) لهذا العامِ؛ جاءتِ (الشِّعاراتُ والخطاباتُ) مُختلفةً ولا تتطابقُ وفكرِ الشّهيدِ الحكيمِ؛ وإنْ حاولَ ( ) أنْ يتبنّىٰ (منهجَ شهيدِ المِحرابِ)؛ ويُشعرَ الرأيَ العامَّ بأنّهُ الوريثَ الشّرعيّ لهُ؛ وأنّ ( ) امتدادٌ لأفكارهِ؛ بغضِّ النّظرِ عنْ مدىٰ مطابقةِ ذلكَ للواقعِ أوْ لا... ؛ ولأنَّ نقدَ النّصوصِ وتحليلَ الخطابِ شأنٌ لسانيٌّ؛ نقولُ: إنَّ ( ) تمكّنَ في هذهِ الاحتفاليّةِ مِنْ احتكارِ اسمِ (مُحمّد باقر الحكيم) تاريخًا؛ وإعلامًا؛ وإرثًا عائليًّا (نسبيًّا). ولكنّه فشلَ؛ سياسةً؛ في تبنّي فكرِهِ؛ ومنهجِهِ؛ وآرائِهِ؛ وما كانَ يسعىٰ إليهِ (شهيدُ المِحرابِ)؛ إذْ لا يمكنُ أنْ نتساءلَ؛ بَعْدَ (١٨) سنة؛ مِنْ استشهادِهِ في ضوءِ ما سمعناهُ وشاهدناهُ في احتفاليّةِ الذِّكرىٰ:
◼️أشهيدُ المِحرابِ (شهيدُ وطنٍ) أمْ شهيدُ المِحرابِ؟! وهَلْ يوجدُ أقدسُ منَ المِحرابِ وأيّ مِحرابٍ قَدْ وُصِفَ بِهِ!
◼️وهَلْ استغنىٰ الشّيعةُ في العراقِ و(المنطقةِ) عنَِ الدّولةِ؛ وأبدلوها بالفَوضىٰ؟!
والتّاريخُ يكشفُ؛ بصورةٍ جليّةٍ وواضحةٍ؛ عنِ الدّورِ الوطنيّ والعربيّ الذي نهضَ بِهِ (الشّيعةُ) في العراقِ والمنطقةِ منْ أجلِ تثبيتِ ركائزِ الدّولةِ العراقيّةِ والنّهوضِ بها؛ والوقوفِ معَ قضايا الأمّةِ العربيّةِ المصيريّةِ ومساندةِ بلدانها.
تغمّدَ اللهُ (شهيدَ المِحرابِ) برحمتهِ؛ ورفعَ قدرهُ؛ وأعظمَ أجرهُ؛ ولعنَ قاتليه؛ وخذلَ خاذليه.
https://telegram.me/buratha