المقالات

السقوط الأخلاقي وضياع الانساب  في امريكا

2183 2021-02-17

 

غدير حسين التميمي||

 

هُناك برنامجٌ تلفزيونيٌّ يُسمَّى (أنت لست الأب) وهو من أنجح البرامج التلفزيونيَّة في الولايات المُتَّحدة. حيث تقوم إمراةٌ بدعوة عددٍ من الرِجال الذين أقامت معهم علاقةٌ جنسيَّةٌ للبرنامج، وذلك ليخضعوا لفحص الحِمض الوراثي DNA لكي تعرف من هو والد طِفلها أو طِفلتها.

ومن أغرب الحالات في البرنامج حالة (روزاليندا) والتي دعت أكثر من 18 رجلٍ للبرنامج، وخضعوا جميعاً للتحليل حتَّى تتعرَّف على والد طِفلها (بيكاروا)، لكن نتيجة التحليل سلبيَّةٌ ولم يكُن أيَّاً منهم والد طفلها.

حيث تسبَّب ذلك بإنهيارِ الطفل (بيكاروا) ذو ال 11 سنة ودخوله في موجة بُكاء

البرنامج قدَّم أيضاً أزواجاً دعوا زوجاتهم للتأكُّد من نَسَبِ أطفالهم إليهم، وكانت النتيجة سلبيَّةٌ أيضاً، وبذلك ظهرت خيانة بعض الزوجات.

البرنامج يُعرض مُنذ العام 1991 ومُكوَّنٌ من 19 موسم و 3500 حلقة، في كُلِّ حلقةٍ يتم عرض 3 حالاتٍ على الأقل، ويُعرض على قناة NBC الأمريكية.

البرنامج يُظهِر مدى الإنحلال الأخلاقي وضياع الأنساب الذي يُعاني مِنه المُجتمع الأمريكي خصوصاً والغربي على العموم.

لأجل ذلك يُحاربون نظام الأُسرة في المُجتمعات الإسلاميَّة عموماً والعربيَّة على الخصوص، وذلك عبر المُنظَّمات النسويَّة المُتمرِّدة على الدين والقِيم.

هذا البرنامج يكشِف لنا مدى الإضطهاد والإهانة التي تُعاني منها المرأة الأمريكية وهي تبحث عن هويَّة والد طِفلها.

وبعد ذلك الانحلال الذي سبب بتاثير على مجتمعنا الذي اصبح مخدوعٌ يظُنّ البعضُ أنَّهم مُسلمٌين حقَّاً فينتقدون شريعتنا لتحريمها مثل هكذا علاقاتٍ تحت سِتار الحُريَّة الشخصيَّة، ثُمَّ يطعنون في الحدود التي شرَّعها ﷲ لِحِفظ العِرض ومنع إختلاط الأنساب، وأنَّ هذه جاهليَّةٌ متطورة وتصرُّفاتٌ بربريَّةٌ ولَّى عنها الزمن. (إنْ هُم إلَّا كالأنعامِ بَلْ هُم أضلُّ سَبيلا) والحمدُ لله على نِعمةِ الإسلام.

قد يقول البعض ان هناك ايضا سلوكيات انحرافية مخفيّة في المجتمعات العربية او الاسلامية، وهذا صحيح لكن يخفى عليه انها على الاقل محدودة ومخفية ومُدانة، وليس مقننة بقوانين علانية ومشروعة كما الغرب.

يبقى للتربية والتوجيه الاسري الدور الفصل في صلاح الابناء او انحرافهم في المجتمعات العربية، على العكس من المجتمعات الغربية الذي يتدخل فيه كل شي، الاسرة والاعلام (بما فيها هذا البرنامج) من برامج وافلام ومقالات وايضا دور الحكومة الداعم والمشرّع لهكذا علاقات في الحث على تشجيع الاجيال في الذهاب الى ابعد من هذه المديات من الانحراف والتفكك والعبثية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك