عدنان جواد ||
بعد استهداف القاعدة الامريكية في اربيل بعدة صواريخ، وكالعادة اطلقت الاتهامات على ايران والحشد الشعبي من دون اي دليل او تحقيق، لا بل طالب البعض بتدويل القضية، فالإقليم في ساعة الشدة عندما حاصره داعش يصبح عراقي ابن عراقي ويطلب المساعدة والعون فيأتيه من ايران بينما اصدقاءه يتفرجون، وفي المناصب والمشاركة في الحكومة هو من ضمن الحكومة الاتحادية ، وفي توزيع الثروة هو يأخذ من دون ان يعطي، وفي الرخاء يشترك مع الاعداء في القتل والنهب وحماية الخونة والعملاء، وتزامناً مع هذه الضربة، طبلت العربية وادانت استهداف القوات الامريكية في مطار اربيل ، وفي وقت اخر استضافت رغد التي قالت انها وابيها اسياد العراق وان كل شيء في العراق وارد.
وعلى نفس هذا السياق استضافت الشرقية ضيوفها المفضلين ماجد شنكالي، وظافر العاني بشان ضرب اربيل، فقال شنكالي: ان الكتل الشيعية وبواسطة الجماعات المسلحة استطاعت السيطرة على المناطق السنية، وسوف تسيطر على الاقليم الكوردي، وايضاً تقتل الناس في المحافظات الجنوبية، فيما يرد العاني نحن لا نملك مليشيات وقوات تحمل السلاح لكننا نواجه باستخدام الفكر والسياسة!
وهناك قيادات سنية مستفيدة بالعلاقة مع قادة هذه المليشيات، ويضيف ان فرقة الموت في البصرة التي قتلت الناس، وان اغلب عناصرها يهربون الى ايران، والحكومة هشة بكل مؤسساتها فهي تصدر الاوامر ولا يمكن تنفيذها، ويقارن بين وجود منافقي خلق وحزب العمال الكردستاني "العميل لإيران..!" فتم طرد خلق وعدم استطاعة الدولة بطرد حزب العمال الكردستاني.
ويجمع الضيوف بان يجب على الحكومة التصدي "للمليشيات" مثل ما تصدت لداعش بالتعاون مع التحالف الدولي، فهذا اخو محافظ البصرة مصبح الوائلي ، يدعي ان هناك جهات تدعي الانتماء للدولة وهي تخرب الدولة وان هذه الجهات تابعة للحشد وهي من قتلت شقيقة، واوربا تطالب باشراك السعودية في المفاوضات في الملف النووي، وبلا سخارت تطلب من الامم المتحدة بحماية الناشطين من الخطف والقتل والتضييق ، فهل تتدخل امريكا مرة اخرى؟!
يقول الضيوف نعم ان امريكا سوف تتدخل بمساعدة المجتمع الدولي، لكبح مساعي "ايران التخريبية" ، وان كل الدول العربية متضررة من السياسة الايرانية في المنطقة، وان "المليشيات" تعيث في البلاد الفساد وهي تقوم بالتغيير الديموغرافي في المناطق المتنازع عليها، ويضيف احدهم ان بايدن الرئيس ليس كبايدن النائب ، وخيارات الاقليم في مساعدات المجتمع الدولي لتخليص العراق من اذرع ايران قائمة، وان هناك قوى سياسية يهمها ترسيخ قيم الدولة العراقية فعليها الوقوف بوجه الفوضى، وان الاقليم يريد التحدث مع بغداد فعليه الذهاب لإيران اولا ، وان انتشار القوات الحشدية في سنجار بأمر من ايران لردع الاقليم وليس التصدي للقوات التركية، وان الكتل الحشدية لا تريد اجراء الانتخابات لأنها سوف تخسر، لأنها بدون السلاح لن تحصل على مقعد واحد في الانتخابات، هذا ملخص ما يطرحه الاعلام السعودي والبعثي، بينما الاعلام الشيعي بين من يمجد بقائده الحزبي او يجامل على حساب العباد والبلاد، وكل همهم البقاء في السلطة، فهل هذه المواقف المتسارعة والتوجيه الاعلامي الموحد فيه قصد، وهو استهداف محور المقاومة بتحالف دولي .
بعد ان فشلت الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل واتباعها من دول الخليج في اخضاع هذا المحور باستخدام القوة العسكرية، مرة بالاحتلال المباشر وأخرى بتحريك الادوات كالقاعدة وداعش ، اليوم تلجا الى امر اخر وهو التسقيط وتشويه السمعة وكيل الاتهامات، واهمها تشوية صورة المقاومة لدى جمهورها، وهذا ما عملته في لبنان في تفجير مرفأ بيروت حيث اتهمت حزب الله، وان حزب الله هو من قتل فلان وعلان، فواشنطن وفي عام 2006 الى عام 2008 صرفت 500 مليون دولار لتقليل جاذبية وتأثير حزب الله في لبنان، ومجلس التعاون الخليجي اعتبره منظمة ارهابية، وان حزب الله يتاجر بالمخدرات والممنوعات، وكذلك يتم استهداف الحشد بانه من يقتل ويختطف، ويعطل الاقتصاد من بناء المعامل والمصانع ويسرق مؤسسات ومصانع الدولة، وهذه اساليب الاستعمار القديمة وهي شيطنة الخصم واستهدافه اعلامياً، لعزل جمهوره عنه ، وفي العراق هناك بعض الشباب من الاعمار الصغيرة تم خداعهم من قبل هذا الاعلام الموجه، وبسبب سوء ادارة الاحزاب واهتمامها بنفسها وترك ناسها تعاني البطالة ونقص الخدمات.
والامر الغريب ان ايران رفضت الضربة واعلنت انها غير مسؤولة عنها، لكن الاعلام البرزاني والسعودي والبزازي يكيل الاتهامات لإيران واذرعتها ، وانه يجب تدويل القضية بل وطرحها في مجلس الامن لاتخاذ قرار اممي وانشاء تحالف دولي يتصدى لإيران في المنطقة ، في حين ان الصواريخ اطلقت من داخل اربيل، وان ايران في الوضع الحالي تحاول فك الحصار على شعبها والعودة لطاولة الحوارحول الملف النووي، فان من يريد ان يخلط الاوراق هي اسرائيل والسعودية حتى لا يتم رفع الحصار عن ايران، واضعاف محور المقاومة وعزل شعبيته كما قلنا، بالنسبة للبنان فهناك قائد يمتلك كارزما خاصة يحترمها ويصدقها العدو قبل الصديق وهو في كل اختبار يخرج ناجحاً ، بل ويعكس الاتهامات الموجهة ضد الحزب وافراده الى ادلة تدين الاعداء، لكن في العراق الوضع مختلف وملتبس ويحتاج الى جهد اضافي في توضيح الغامض من الامور.
فينبغي التحرك على جمهور المقاومة، ففي العراق هذا الجمهور يعاني من البطالة ونقص الخدمات، وان اغلب المقاتلين في الحشد والشهداء من تلك المحافظات والمناطق الفقيرة، بتوجيه دوائر ومؤسسات الحشد الخدمية لخدمة القرى والارياف ، وتقديم العون لهم وانشاء دور للذين لا يملكون سكن ومعامل ومصانع تستقطب الشباب هناك لتوفر لقمة العيش الكريمة لهم ، وتبني الاشراف على الاموال التي تصرف في تلك المحافظات والمناطق الفقيرة، والتي تم سرقة الاموال المصروفة للمشاريع من قبل الاحزاب والمقاولين الفاسدين في السنوات السابقة، وتوجيه الاعلام بهدف واحد وهو خدمة الانسان ، والدفاع عن البلد ففي كل يوم واخر يتم استهداف الحشد من قبل الارهابيين فيستشهد هؤلاء الشباب ، وكيف يتحملون ظروف الجو القاسية لمنع عودة الارهاب، وانهم صمام الامان ضد اي عدوان او اعتداء، فإن ضعف الولاء وفقدان الثقة بين الحشد وشعبيته هدف الأعداء وتصرف في سبيله المليارات من الدولارات، وتسخر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المتعددة، ونتيجة هذا الضخ المالي والإعلامي إنشقاق الشيعة إلى فرق متعددة تحارب بعضها البعض، وهو نفس أسلوب معاوية مع جيش الإمام علي ، وجيش الإمام الحسن عليهما السلام فهل نحن متعضون.
https://telegram.me/buratha