✒️د. رعد جبارة☆||
الزيارة الحالية لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران تحظى بأهمية فائقة وجاءت في الفرصة الحرجة و الاخيرة التي منحتها ايران للاطراف الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 وتنتهي غداً.
وعن خلفيات الزيارة علمنا أن طهران قدمت رسالة احتجاج الى مجلس ادارة الوكالة ورئيسها بشأن تسرّب بعض المعلومات السرية التي تخص الشأن النووي الايراني عبر وكالة رويترز التي زعمت بأن مفتشي الوكالة الدولية عثروا على قرائن مريبة حول منشأتين نوويتين مما يستدعي اجراء المزيد من التحري و التفتيش بشأنهما .
و حسب ضوابط الوكالة الدولية فإن جميع المعلومات المتعلقة بعمليات تفتيش الوكالة يجب ان تبقى سرية و طيّ الكتمان، ولا يتم تسريبها الى اي وسيلة اعلامية بتاتاً.
و تقول معلوماتنا ان السفير كاظم غريب ابادي قدم في 15شباط2021 رسالة احتجاج في فيينا مبيناً فيها الجوانب القانونية و الملاحظات السياسية التي بدأت تكتنف عمل مفتشي الوكالة في ايران، و قرار طهران بوقف الزيارات المفاجئة لهؤلاء المفتشين في نطاق البروتوكول الاضافي [المصادق عليه في أيار/مايو ١٩٩٧، في الوثيقة INFCIRC/540 ] مع بقاء التزام ايران بمواد معاهدة منع الانتشار النووي [المعروفة اختصاراً بNPT الصادرة بتاريخ 5 مارس 1970 ] حيث طلب رافائيل غروسي زيارة ايران فوراً للّقاء و التباحث مع نائب رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة النووية الايرانية د. علي اكبر صالحي و وزير الخارجية د. محمد جواد ظريف لتلافي الأزمة وتطويق الموضوع.
و لا شك ان زيارات مفتشي وكالة الطاقة الذرية لكل البلدان ذات العلاقة في العالم تكون نتائجها محاطة بالسرية والكتمان، و لا يسمح مطلقاً بنشر اي معلومات حولها بوسائل الإعلام، و لابد من إعادة النظر في الآليات و الضوابط المتعلقة بعمل الوكالة و مفتشيها بحيث لا يتكرر هذا الخرق و التسريب لكي تبرهن الوكالة على حيادها و مهنيتها.
و علمنا انه تم خلال محادثات غروسي اليوم مع السيد صالحي التباحث حول ملاحظات الوكالة في نطاق معاهدة منع الانتشار النووي، و التعاون الحالي بين طهران و الوكالة ،و قرار وقف زيارات المفتشين الدوليين ابتداءا من 23 فبراير-- شباط طبقاً للبروتوكول الاضافي، و تبقى مهمة المفتشين في نطاق معاهدة NPT وحسْب، مع التاكيد على إبقاء الوكالة ونشاطها في اطار فني وبعيداً عن التسييس، والتزامها بالحياد والسرية ،وتطبيق مفاد الرسالة التي وجهتها ايران في 15 فبراير شباط2021 الى الوكالة وتتضمن ستة بنود لصيانة المصالح الوطنية الايرانية بما فيها [ المتعلقة بالكعكة الصفراء ، و صنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي Center fugus ونسبة تخصيب اليورانيوم، وكيفية الرقابة بالأجهزة المتطورة، واختيار المنشآت المطلوب تفتيشها فوراً].
واعتقد ان مسارعة و مبادرة رافائيل غروسي للسفر الى طهران و التباحث مع مسؤوليها هدفه البحث عن حلول وسط والحيلولة دون انقطاع زيارات المفتشين لئلا تكون ايران حرة في كل انشطتها النووية ، بعيدا عن الرقابة الجارية في نطاق برنامج العمل المشترك والبروتوكول الاضافي .
وهنا توجد نقطتان:
🔰الاولى :على هذه الوكاله اجتناب تسييس اعمالها والاكتفاء بالجانب الفني وعدم التمييز بين بلدان العالم فاذا كانت الطاقة النووية حقاً متاحاً للجميع و تخصيب اليورانيوم مسموحاً به لاهداف سلمية مع وجود المفتشين، فلماذا لا تمارس الوكالة مهامها في فلسطين المحتلة ؟؟
و لماذا لا تزور مفاعل ديمونا الذي اظهرت صور الاقمار الصناعية فوق اجواء صحراء النقب وجود توسع وتطوير لمنشآته واعمال بناء جديدة ملموسة وأنشطة تجري لإعادة المعالجة بمشاركة عدة آليات عملاقة في منطقة محفورة طولها 140 متراً وعرضها 50 متراً و يلفها الغموض منذ عام 2018 .
🔰الثانية: ان تقارير دولية موثقة بعضها يعود الى فريق Ipfm الدولي المعني بالمواد الانشطارية و يضم خبراء من 17 دولة اكدت بان الصور المتوفرة لديها تظهر وجود انشطة غير اعتيادية ،و تأسيس منشآت جديدة حول مفاعل ديمونا، لكن لم نجد اية مطالبات من الوكالة الدولية بتفقده و معرفة كنهه، مع أن معلومات الاستخبارات الأمريكية تؤكد امتلاك تل أبيب ما لا يقل عن 90 راساً نووياً
ف"ما لكم كيف تحكمون"؟؟!
[القلم ۳٦]
🔰🔰🔰🔰
☆باحث ودبلوماسي سابق،رئيس تحرير مجلة "الكلمة الحرة".
https://telegram.me/buratha