يوسف الراشد ||
منذ عدة ايام ووكالات الانباء والصحافة والتلفزيون تتناقل خبر الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها بابا الفاتيكان فرنسيس الزعيم الروحي للمسيحيين الكاثوليك إلى العراق يتنقل خلالها بين بغداد ونينوى وبابل والناصرية ثم النجف ولقائه المرجع الديني السيد علي السيستاني .
وتمثل هذه الزيارة تعبيراً عن عميقاً التواصل الإنساني وتدعيما لمسارات الاعتدال والمحبة والسلام والتآخي بين الشعوب والديانات والحفاظ على النسيج الاجتماعي ونبذ العنف وترسيخ الأمن والاستقرارفي المنطقة والعالم .
وأن هذه الزيارة التي سيقوم بها قداسة البابا فرنسيس إلى النجف ولقائه آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني ستكون تاريخية واحلال السلام وبث روح التسامح بين ابناء البشر والديانات السماوية .
ان العراق حكومة وشعبا بكل اطيافه والوانه ينتظرون بعين الترحيب والاجلال لهذه الزيارة حيث زار النجف وفد من الكنيسة للتباحث وترتيب تفاصيل اللقاء المرتقب مع مكتب المرجع الديني حيث تاجلت هذه الزيارة عدة مرات بسبب الظروف الامنية التي يمر بها البلد وقد حان الوقت للقاء والزيارة .
والبابا يمثل أعلى سلطة دينية للعالم المسيحي في العالم وهو كسلطة المرجعية الدينية على مستوى الشيعة في العالم وتم تحديد الأماكن والشخصيات التي سيلتقيها البابا في العراق منها السياسية والدينية وتقريب وجهات النظر بين الديانات .
ومن المؤمل ان تبدا الرحلة من كوردستان العراق يزور بعض الكنائس فيها ثم الى بغداد يزور كنيسة النجاة في بغداد وبعض الكنائس الاخرى ثم يتوجه الى بابل واشور ومدينة الناصرية ويزور فيها زقورة أور وبيت النبي أبراهيم عليه السلام حيث مولده هناك للشروع بحج ديني كبير كما ويتضمن البرنامج زيارة مدينة النجف الاشرف ولقاء المرجعية الدينية فيها ثم زيارة ضريح الامام علي ابن ابي طالب ( عليه السلام) .
ان ظاهر هذه الزيارة المعلن في الصحافة والاعلام هو فتح حوار ديني وتقريب وجهات النظر بين الديانات ونبذ العنف واحلال السلام والتسامح بين شعوب الارض وهي فرصة تاريخية مهمة ينبغي استثمارها لفتح حوار انساني يؤسس لمرحلة جديدة بين الاديان ونبذ التعصب والتطرف .
كما انها تعتبر مكاسب سياسي واقتصادي للعراق فالبابا رجل مسموع ومحترم في كل دول العالم وخصوصا في اوربا المسيحية والعراق بحاجة الى الجهود الدولية الايجابية وان مايحدث من اعمال شغب واضطراب في ذي قار هي رسائل غير جيده ولاتصب في مصلحة بناء البلد .
ان النجف الاشرف هي حاضنة الارث الحضاري الديني والاسلامي وقبلة الثقافة والمعرفة وزيارة البابا اليها ووجوده فيها لايزيدها شرفا وجاها وسموا ،، وانما البابا هو الذي يزدا شرفا وعلوا وسموا ولقائه بالمرجع الديني الذي يمثل شريعة الله في الارض .
ان وجود المرجع الديني في العراق والنجف الاشرف هو نعمة من الله لاهل الارض ولاهل العراق وعليهم المحافظة عليه وتعظيمه وبذل الغالي والنفيس من اجله فهو امان لاهل الارض وحجة الله على خلقه كالنجوم هي امان لاهل السماء .
https://telegram.me/buratha