المقالات

استلهام الدروس من شهادة الإمام الكاظم (ع)

1752 2021-03-09

 

 زينب فخري ||

 

كلُّ عام تزحفُ الملايين إلى ضريحِ أسد بغداد، وتشهد بغداد والمحافظات سنوياً في يوم الخامس والعشرين من شهر رجب بل قبله بأيام إقامة سرادق العزاء على الطرق، مترافقة مع إشعار ومراسم تزيد من الشعور بعظمة الحدث، بل تحرك مشاعر الحزن وتنساب الدموع بلا شعور وهي تردد: "هذا الغريب مين"! وتجعل الخطى تحث نحو جسر الإئمة، مع أصوات : "يامسموم اجينة لموسى بن جعفر يامسموم"!

فهذه الجموع تسير يدفعها حب غريزي لأهل البيت (ع)، لكن قد لا تدرك جميعها أنَّ بإحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) هو:

تجديد البيعة له وتأكيد تمسكها بالنهجِ القويمِ؛ فالإمامُ موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) جسدَ بإيمانِهِ وصبرِهِ صوراً في الثبات، والذودِ عن القيمِ، وتثبيتِ مكارمِ الأخلاق.

ومن أجل التذكير بظلامتِهِ للعالمِ وللإنسانيةِ؛ فإحياء ذكراه هو مناصرة لكلِّ مظلوم قابع في السجون ظلماً أو يتعرض للاضطهاد والتنكيل، فإرادة الإمامِ الصلبةِ تمنحُ المظلومين نوراً وهاجاً للمضي قدماً في مقارعةِ الظلمِ والظالمين والصبر على البلاء والشدة حتى النصر أو الشهادة.

وانَّ     كلّ إنسان يستطيع أن يؤدي واجباته المفترضة حتى لو كان في أقسى الظروف كالسجن؛ فالإمام لم ينقطع عن دوره في الإرشاد وبيان المسائل الفقهية وهو سجين، فالرسالة الإنسانية تبقى مستمرة وتحت أشدِّ الظروف.

انَّ العالم منذ الأزل يعاني من الظلم والجور وانَّ مواجهته تستوجب التضحيات الجسام؛ لذلك كانت ظلامة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) صورة متجددة في تاريخ بني البشر من أجل المناداةِ بحقوقِ الإنسانِ المنتهكةِ والمسلوبة.

إنَّ استلهام هذه العبر من شهادته (عليه السلام) يؤدي بالتأكيد على تغيير وتطوير الذات ثمَّ المجتمع، فإحياء هذه الذكرى لا يجب أن يحصر بإقامة سرادق العزاء والبكاء فقط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك