المقالات

الديمقراطية هي الحل لكن أين هم الديمقراطيون؟!

1709 2021-03-10

 

مهدي المولى ||

 

الديمقراطية تعني التعددية الفكرية والسياسية تعني حرية العقل واحترام ما يطرحه من وجهات نظر من أفكار وآراء.

 وهذا لا يأتي ولا يمكن أن يكون بمجرد رغبة خاصة من البعض   ولا يمكن فرضها  على  الآخرين .

فالديمقراطية  لا تستورد   جاهزة    وبمجرد  ارتدائها  أصبحنا ديمقراطيون  الديمقراطية  يخلقها الشعب    والشعب غير قادر على صنعها على خلقها  إلا أذا كان بمستوى الديمقراطية  أذا لم نقل كل الشعب نقول أغلبية الشعب وحتى لو حصلنا على تلك النسبة فنحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت حتى نصل الى  الديمقراطية الصحيحة  السليمة وإلا تبقى  تتراوح بين  الخطأ والصحيح بين السلب والإيجاب وفي بعض الأحيان   تتفوق الأخطاء والسلبيات  كما هو حالنا  الآن.

 المعروف جيدا ان الشعب العراقي عاش منذ  ان وجد وحتى يوم 9-4-2003  تحت ظل حكم الفرد الواحد والرأي الواحد والحزب الواحد والعائلة الواحدة و فجأة وبدون مقدمات جاءت أمريكا ونقلتنا من النار الى الجنة اي من حكم الفرد الواحد  الرأي الواحد العائلة الواحدة القرية الواحدة اذا قال صدام قال العراق الى حكم الشعب كل الشعب الى الديمقراطية الى التعددية الفكرية والسياسية الى حكم المؤسسات الدستورية والقانونية.

لا شك ان للديمقراطية الحرية قيم وأخلاق  وعادات  ودين يختلف تماما  عن قيم وأخلاق وعادات ودين  الدكتاتورية العبودية  فلا بد  ان نبدأ   بقطع واستئصال  جذور قيم وأخلاق وعادات ودين الدكتاتورية والعبودية التي زرعها و فرضها الطغاة وفي المقدمة معاوية وزرع قيم وأخلاق وعادات ودين الديمقراطية والحرية التي حاول زرعها  الإمام علي في العقول وقلوبها  عندما قال لا تكن عبدا لغيرك.

المؤسف إننا طبقنا وتعاملنا بسلوكيات  وقيم و أخلاق ودين  نظام الاستبداد  والدكتاتورية وحكم الفرد الواحد في ظل الدستور والمؤسسات   الديمقراطية  والتعددية الفكرية  والسياسية وكانت النتائج أكثر سوءا من نتائج حكم الطاغية اي حكم الفرد الواحد.

   وبعد  18 عاما من تحرير العراق من عبودية الفرد الواحد  لم نتقدم خطوة نحو الديمقراطية وقيمها وأخلاقها ودينها بل عدنا الى الفوضى وهذه الفوضى حولتنا الى عشائر  وعصابات  متناحرة  هدفها  نشر الفساد   وسرقة ثروة العراقيين .

  السؤال الذي يطرح أين  دعاة الديمقراطية وأنصارها أين الذين يرغبون في بناء عراق ديمقراطي تعددي  لم نجد غير صوت واحد هو صوت المرجعية الدينية صوت إلمرجع  الأعلى  علي الحسيني ( السيستاني )  لكن صوت  واحد  مابين أصوات الفاسدين   و   اللصوص ومع ذلك  أسس دستور ومؤسسات دستورية   وحكم الشعب من خلال  انتخابات حرة .

حيث يقوم الشعب باختيار من يمثله في البرلمان ويقوم أعضاء البرلمان باختيار رئيس الجمهورية  ويقوم رئيس الجمهورية بترشيح رئيس الكتلة الأكبر في البرلمان  ويعرضه على البرلمان  للتصويت عليه وواجب البرلمان  الموافقة على الحكومة  ومراقبتها  واذا قصرت  حاسبها وإذا عجزت أقالها.

ولكل محافظة  حكومة محلية مختارة من قبل أبناء المحافظة تدير شؤونها الإدارية والصحية والأمنية  كما لكل حي من أحياء المحافظة مجلس بلدي مختار من قبل أبناء الحي يدير شؤون  ذلك الحي.

لا شك ان هذه الحالة غير معروفة للعراقي وغير مفهومة بل غير مهيأ لها   تحتاج لها عراقي متخلق بقيم وأخلاق الديمقراطية ومثل هذا المستوى غير موجود   مما أدى الى سيطرت  المجموعات المتخلقة بقيم وأخلاق ودين الدكتاتورية والعبودية والاستبداد وجعلوها وسيلة  لتضليل وخداع الشعب  لتحقيق مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية.

     نعم هناك  آليات مؤسسات ديمقراطية في العراق  لكننا  لا قدرة لنا على إدارتها  أي لا يوجد لها عناصر مهيأة  لإدارتها    يا ترى من يهيأ الشعب لإدارة هذه الآليات والمؤسسات  لا شك  إنها مهمة دعاة و  أنصار الديمقراطية إن وجدوا  وهذا يتطلب منهم ان يتوحدوا ويتفقوا على خطة واحدة وبرنامج واحد والتحرك وفق تلك الخطة وذلك البرنامج  لترسيخ ودعم  قيم وأخلاق الديمقراطية  والقضاء على قيم وأخلاق  الدكتاتورية والعبودية.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك